قائد الطوفان قائد الطوفان

ما بعد "المركزي".. قيادة السلطة أمام اختبار التنفيذ!

من انعقاد المجلس المركزي الأخير
من انعقاد المجلس المركزي الأخير

غزة-محمد عطا الله

ليست المرة الأولى التي يُكلف فيها المجلس المركزي لمنظمة التحرير، اللجنة التنفيذية بتطبيق عدة قرارات تتعلق بالعلاقة مع (إسرائيل) وأمريكا.

ومن المهم ذكره أن ثمة قرارات سابقة أوصى باتخاذها "المركزي" ذاته في الأول من مارس بالعام 2015، لم تجد طريقها للتنفيذ وبقيت شعارات لوحت بها قيادة السلطة لمحاولة الضغط؛ من أجل دفع عجلة مفاوضات "التسوية" المتعثرة.

وكان المجلس المركزي الفلسطيني اتخذ خلال دورته الـ28 التي عقدها مؤخرا برام الله على مدار يومين، قرارات أبرزها اعتبار أن الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في "أوسلو"، والقاهرة، وواشنطن، بما انطوت عليه من التزامات، لم تعد قائمة.

وقال المجلس في بيانه الختامي، إنه قام بتكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتعليق الاعتراف بـ(إسرائيل) إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وإلغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان، مجددا قراره بوقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة، وبالانفكاك من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها اتفاق باريس الاقتصادي.

ويمكن القول إن القرارات السابقة تضع قيادة السلطة الفلسطينية أمام اختبار حقيقي حول جدية التنفيذ، لاسيما أن قرارات سابقة بقيت حبرا على ورق منذ قرابة العامين.

مرحلة التنفيذ

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن المرحلة المقبلة "ما بعد المركزي" هي مرحلة جديدة قائمة على التنفيذ، منوها أن التطبيق يعني الدخول في مرحلة صراع مفتوح على الأرض والحقوق، في ظل انعدام البرنامج السياسي على أساس رؤية "حل الدولتين" و"المفاوضات" و"التسوية".

ويوضح عوكل في حديثه لـ"الرسالة" أن مخرجات الاجتماع تتماشى مع الحالة الشعبية والوضع الدولي والإقليمي، لكنها تبقى مرهونة في التنفيذ الذي يحتاج لضغط الكل الفلسطيني وعلى رأسه الفصائل.

وبيّن أن تنفيذ تلك قرارات بحاجة للتحضير والتدرج كون أن التخلص من أعباء أوسلو مسألة ليست سهلة وسريعة لاسيما وأن تبعاتها التي خلّفتها على مدار ربع قرن كبيرة، مبينا أن ذلك يتطلب ترتيب البيت الفلسطيني أولا من أجل القدرة على تحمل الأعباء المترتب على تطبيق هذه القرارات.

مراوحة في المكان

وعلى نقيض سابقه، يرى الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن أن السلطة باتت غير معنية بالصدام مع الإدارة الأمريكية، لذلك فإن مساحة التأثير المستقبلي نتيجة تلك الخشية ستكون محدودة.

ويؤكد محيسن في حديثه لـ"الرسالة" أن عباس يصر على البقاء ضمن فلك "أوسلو" وحديثه حول الاشتباك مع الإدارة الأمريكية مجرد فقاعات هواء يحاول من خلالها ارسال رسائل عبر بعض المواقف التي لا تتعدى حد التلويح دون التنفيذ على أرض الواقع.

ويعتقد أن ما سبق يرجع إلى أن قيادة السلطة مكبلة وعاجزة عن الانفلات من عقال الاتفاقيات فضلا عن تذرعها بالدعم المالي المقدم من أمريكا للسلطة.

ولفت محيسن إلى أن السلطة ليس لديها الإرادة السياسية لاتخاذ موقف جريء، وأنها تحاول إشراك قوى دولية بجانب أمريكا في رعاية "التسوية"، ولن تقوى على التخلي عن الأخيرة التي ترفض (إسرائيل) أي بديل عنها.

وتوقع أن تستمر السلطة في المرحلة المقبلة بالمراوحة في مكانها، وتحاول بعض الدول الضغط عليها لإبقائها دون تطبيق أي شيء من قرارات "المركزي"، إلى جانب استمرار الأولى في محاولة الضغط والمشاركة بالمحافل الدولية تباعا، دون تحقيق أي شيء يذكر.

وفي نهاية المطاف فإن الأيام المقبلة كفيلة بكشف جدية قيادة السلطة في تطبيق قرارات من شأنها أن تحدث تحولا في القضية الفلسطينية.

 

 

البث المباشر