"حماتي زعلت مني، سلفتي بتغار مني، مرت أخي ما بتجاملنا"، جملة من الشكاوي المنتشرة عبر المجموعات النسائية المغلقة في الواقع الافتراضي، فهي الوسيلة التي قد تكون الوحيدة التي تلجأ لها العشرات من الغزيات "للفضفضة" ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بغية مؤازرتهن من قبل المتابعات.
بمجرد أن تنشر السيدة قصة معاناتها مع أحد أفراد عائلتها أو جيرانها، نجد الكثير من السيدات يكتبن لها النصائح ويدعمن موقفها من القضية التي نشرتها، والقليل منهن يعارضن ما كتب كونه "أسرار بيوت".
احدى السيدات التقتها "الرسالة" وهي "إسلام.ع" - 25 عاما- كانت حكايتها حينما وقع الخلاف بينها وبين حماتها، فراحت تكتب على مجموعة مغلقة على فيسبوك تصف الموقف الذي حصل وتشبه حماتها "بالعجوز الشمطاء"، لكنها نسيت أن حماتها وبناتها أعضاء في المجموعة وشاهدوا ما كتبته الأمر الذي أدى لنشوب مشاكل بينهما حتى وصلت القضية الى المحكمة.
تحكي "إسلام" أن حماتها عرضت ما كتبته على زوجها، حتى ثار عليها وطردها من البيت بحجة أنها لا تحافظ على أسرار البيت ولا تحترم الأكبر سناً منها، موضحة أنها لم تكن تدرك عاقبة ما فعلته.
وتروي وهي أم لثلاثة أطفال أنها نادمة على فعلتها التي "خربت بيتها"، فهي تعتقد ما فعلته تقليدا لكثير من السيدات اللواتي يكتبن مشاكلهن، مبينة أنها اكتشفت بعد حادثتها أن الواقع الافتراضي دمار للعالم الواقعي خاصة وأن لا أحد يعيش معها ليدرك كيفية نصحها لحل أي مشكلة.
حكايات وقصص أكثر لا تزال تعرض في الغرف الافتراضية، وتكشف ستر كثير من العائلات، فتجد مثلا إحداهن تشتكي قلة نظافة زوجها، ولم تعد تطيق العيش معه، وأخرى تشتكي من "سلفتها" وتصرفاتها، فكل واحدة ترى نفسها كاملة لا ينقصها شيء وتحاول تقويم من حولها، لكن عالمها الافتراضي يدمر حياتها الواقعية.
هنا منشور آخر على صفحة "سيدات غزة" باسم مستعار "رحيق الورد" تطلب المشورة من أعضاء المجموعة هل توافق على العريس الذي يتقدم لها أم ترفضه خاصة وأن كل منهما من منطقة مختلفة، وتخشى الارتباط منه كونه ليس حاصلا على مؤهل علمي يناسبها، عدا عن أنه يعمل بائعا للخضار لكن وضعه المادي جيد وهي لاتزال محتارة في القرار.
جملة من التعليقات التي دعتها لرفضه كونها لاتزال صغيرة، لكن هناك تعليقات أخرى كانت ضدها وأنه لا يجوز وضع هكذا استشارات على المجموعة المغلقة، حتى ختمت برد من إحداهن وهي شقيقة العريس التي كشفتها بعدما كتبت تفاصيل كثيرة فعلقت لها " بدون ما تستشيري حد ما راح نرجعلك خلي فيسبوك ينفعك (..) وياريت تحكي التفاصيل بصدق أكثر ولا تنكري أصلك"، وقتئذ تحول المنشور إلى حلبة صراع بينهما".
وعلى "جروب أكلة وحدوته" نشرت "زهرة النرجس" بحساب جديد لها تخفي من خلاله شخصيتها الحقيقية لتكتب كل ما يروق لها كي لا يكشف أمرها فنشرت تفضح إحدى قريباتها التي جاءت لزيارتها "جاوبوني بصراحة لمن حدا يجي عليكي ويجيب الك قميص قديم ويكويه ويقدمه الك وعلبة بسكوت منتهى الصلاحية، شو بتسوي؟! (..)انا رديت الهدية لأنها مش من مقامي، وللعلم رحت عليهم وبقدم لهم من اغلى شئ بدي رأيكم وبكل صراحة".
لم تتوقع "زهرة النرجس" أن تتلقى سيلا من التعليقات المضادة لرأيها، ويدعونها إلى التماس العذر لضيفتها خاصة وأن كثير من العائلات تعاني ضيق الحال، كما وعلقت ضيفتها التي كشفتها بالقول " هديتي على قد ايدي (..) حضرتك ما بتجيبي شيء معك".
ولم يتوقف الحال عند هذا الحد، بل وصل لأن تضع احداهن ورقة التحاليل الخاصة بزوجها والسؤال هل يمكنه الانجاب، المنشور الذي تعاطت معه الكثيرات بالامتعاض لاسيما وأن اسمه وعمره مدونان، فتلقت الكثير من التوبيخ، وفي المقابل اخريات يعملن في المجال الطبي أجبن على سؤالها.
عبر الصفحات المغلقة غالبا ما تنشر السيدات من حساب وهمي، بدلا من الحقيقي رغم أنهن كثيرا ما يكشف أمرهن بعدما يفضحن المستور من أسرار فتهدم الفضفضة الإلكترونية أسرهن.