أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وجود تحركات جدية لبناء تحالفات قوية في المنطقة تتبنى استراتيجية من عنصرين هما لا اعتراف بالاحتلال الإسرائيلي وتبني خيار واستراتيجية المقاومة الشاملة.
وقال هنية في خطاب له اليوم الثلاثاء، "إن التحركات تهدف إلى إيجاد كتلة صلبة في المنطقة تتصدى للمشروع الأمريكي الصهيوني وهذه الكتلة لن تكون معزلة بل هي منفتحة عن كل الدول لأن معركة القدس معركة الجميع ومعركة اللاجئين والضفة الغربية معركة الجميع".
ونوه أن ما تقوم به حماس في إعادة رسم علاقتها السياسية في المنطقة يندرج في سياق أننا نريد أن نحشد كل مقدرات الأمة للتصدي للقرارات الأمريكية.
محاولات تصفية القضية
وشدد رئيس المكتب السياسي للحركة أن القرار الأمريكي والقرارات الإسرائيلية يأتي في سياق تصفية القضية الفلسطينية، سواء بمدينة القدس أو اللاجئين، وأن تقليص المساعدات للأونروا تتعدى البعد الإنساني إلى بعد سياسي يستهدف تغييب العودة إلى أرضنا التاريخية.
واعتبر أن هذه القرارات المتعلقة بالقدس والضفة والمستوطنات وغزة بقدر ما تشكل تهديد تاريخي فإنها تفتح لنا فرص تاريخية إذا أحسنا إدارة المرحلة وتعالينا على الصغائر نستطيع تحقيق الكثير، مبينا إلى أن القرار الأمريكي مثل وعد بلفور قبل 100 عام بإعطاء وطن لليهود في فلسطين، وسيكون وعد ترامب بداية النهاية لـ"إسرائيل".
وأوضح هنية أنه بعد سنوات الربيع العربي المنطقة تعيش تصادم في ظل وجود بوصلات متعددة، لكن المنطقة تعيش تهديد استراتيجي يهدد الوجود الفلسطيني والعربي، وجعل الاحتلال هو المتصرف والمتحكم، وهذا غير مقبول.
وأضاف: لا يمكن أن نسمح أن يكون السيد في المنطقة هو الكيان الصهيوني، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، وهو ضحى وقدم لأكثر من 100 عام وقادر على أن يدافع عن الأرض والعرض والقدس والحقوق.
وأكد أنه واهم من يعتقد أن الشعب الفلسطيني فقد القدرة والمناعة أو مل، لأن الشعب الفلسطيني لن يكل أو يمل، والمرابطين في الأقصى وشوارع القدس والضفة وغزة ومخيمات الشتات أكبر دليل على حيوية الشعب الفلسطيني وقدرة الشعب الفلسطيني على العطاء.
كما نوه إلى أن الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" واهمة إذا اعتقدت أن الحق الفلسطيني مع تقادم الزمن يمكن أن يصبح باطلاً.
وشدد أنه رغم التهديد الكبير والخطورة التي نعيشها، والسياسات التي يجري تنفيذها على الأرض، لن نتخلى على الضفة والقدس، مشيراً إلى أن المستهدف الآن بالدرجة الأولى هي الضفة والقدس.
ولفت إلى أن غزة مستهدفة بالحصار والعقوبات والتلويح بالحروب، والشتات مستهدف بتصفية حق العودة، والداخل مستهدف بوجوده.
واستعرض هنية في خطابه آليات المواجهة للقرار الأمريكي والسياسة الإسرائيلية على 3 مسارات، وهي الانتفاضة الشعبية بالميدان، وشعبنا موجود في الميدان، واستنهاض الأمة وقواها بحيث أن تنخرط في مشروع الدفاع عن القدس وإسناد حق الشعب الفلسطيني بالتحرير والعودة، والاتصالات السياسية مع العديد من القيادات والمسؤولين في المنطقة.
وبيّن أن تلك المسارات حيوية وواعدة وقدمت رسالة قوية أن شعبنا لن يستسلم ولن يمرر هذه المؤامرة، قائلاً: "لو اعترف العالم كله بالقدس عاصمة لما يسمى الكيان الصهيوني باطل ولا يلزم شعبنا".
وأضاف: "نحن أصحاب الحق الشرعيين لن نوقع ولن نعترف بذلك فكل ما يجري هباء، ونحن الرقم الصعب في هذه المعادلة، ولو وافق كل العالم وكل من حولنا على هذه القرارات لن يلزمنا بأي شيء، ونحن عامل الحسم في هذا الموضوع.
ملف المصالحة
وفي ملف المصالحة، أكد أن شعبنا الفلسطيني يعيش حالة من القلق حول المصالحة الفلسطيني، مبيناً أن هناك قلق مماثل على المشروع الفلسطيني، ومشروع التحرير والعودة، وهناك مؤامرات تستهدف الكل الفلسطيني.
وأشار إلى أن الواقع المحيط كان يجب أن يدفعنا لتسريع خطوات المصالحة، والتفرغ لبناء استراتيجية وطنية للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد المشروع الفلسطيني.
وشدد على أن حركة حماس أحد الأطراف الرئيسية في المصالحة ولازالت متمسكة بتحقيقها ولن تغادر هذا المربع، قائلاً: "نريد إنجاز المصالحة بدون عوائق أو أي تلكؤ".
ورأى أن شعبنا مؤمن بالمصالحة، قائلاً: "نحن قمنا بخطوات كبيرة من أجل انجاح المصالحة وغير نادمين ونرى أن هذه الخطوات ملموسة وأحدثت خطوات مهمة في تحقيق المصالحة".
الدور المصري
وأوضح أن الرسائل التي تصل من حركة فتح بأنهم متمسكون بالمصالحة وتحقيقها.
وأشار إلى أن تلقى اتصالاً اليوم من مصر مفاده بأن:"مصر مستمرة في رعايتها للمصالحة الفلسطينية، وأي تغيرات داخلية مصرية شأنها مصري ولا يؤثر على المصالحة، لأن تحقيق المصالحة توجه مصري".
وفيما يتعلق بعدم مشاركة حماس في لقاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير، قال هنية: كان لدينا رغبة في المشاركة بالمجلس المركزي، ونحن لسنا أعضاء في المجلس المركزي، وأجرينا اتصالات ومشاورات مع الفصائل في غزة والضفة والخارج، وكان هدفنا أن نصل إلى رؤية واضحة.
وأشاد هنية بعملية نابلس التي أدت لمقتل مستوطن إسرائيلي مؤخرًا وبمنفذها، معتبرًا أن هذه العملية "تؤكد أن المقاومة تسكن وجدان الشباب والشعب الفلسطيني، وأن هذا أول الرد الذي يمكن أن يتواصل على خط المقاومة الشاملة لإسقاط القرارات الظالمة".
وحيا هنية الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على وحدة الموقف تجاه القدس، مشددًا على أن " العلاقة مع المحتل قانون المقاومة والطلقة والصمود والثبات في وجه المتغيرات الهائلة التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية ".
واستنكر هنية الجريمة النكراء التي تعرض لها أحد كوادر الحركة في لبنان محمد حمدان، مشيرا إلى أنها عدوان على حركة حماس ويستهدف الوجود الفلسطيني وأمن واستقرار وسيادة دولة لبنان.
محاولة اغتيال أحد كوادر الحركة
وحمل الاحتلال الإسرائيلي أي نتائج مترتبة على جريمة لبنان، محذرا من استمرار نهج الاغتيالات لكوادر وقيادات الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها، منوها إلى أن شعبنا سيظل عامل استقرار وحماية للسيادة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية ستبقى عنوان للعودة.
ولفت هنية إلى أن الشعب الفلسطيني يرفض التوطين والوطن البديل ولا يمكن إلا بالعودة إلى فلسطين التاريخية، مؤكدا على التمسك بحق العودة إلى فلسطين التاريخية.
وأشار إلى أن رسالة الأسرى وصلت، مشددا على أن قضيتهم كانت وستبقى وستظل على رأس أولويات حماس وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى الاحتلال أن يتوقف عن سياسات القمع والاجراءات اللاإنسانية التي يتعرض لها الأسرى.
كما حيا النواب الفلسطينيين الموجودين فيما يسمى بـ "الكنيست" على موقفهم الشجاع برفضهم للقرارات الأمريكية.