ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الأربعاء أن وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري طلب مؤخرا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن لا يستجيب لمطالب إدارة ترامب.
ووفقا للتقرير فقد التقى كيري في لندن مع أحد المقربين من عباس وهو أكاديمي لبناني يدعى "حسين آغا" وخلال الاجتماع أبلغ كيري "آغا" أن يطلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يظل قويا ولا ينهار وأن لا يلتزم بمطالب الرئيس ترامب كما طلب منه "التمسك بالقوة".
وذكر التقرير أن كيري قدّر في الاجتماع أن الرئيس الأمريكي ترامب لن يبقى في منصبه لفترة طويلة وأنه قد تنهى فترة ولايته في البيت الأبيض خلال عام ويوصى بعدم قيام الفلسطينيين بمهاجمة الولايات المتحدة أو الادارة ولكن أن يركزوا على انتقاد الرئيس ترامب نفسه.
ويأتي ذلك في أعقاب تقارير عن وجود انفصال بين السلطة الفلسطينية وإدارة ترامب، فيما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس أن الانقطاع مستمر منذ أن أعلن ترامب عن القدس عاصمة "لإسرائيل" في بداية ديسمبر الماضي كما قاطعت السلطة الفلسطينية زيارة نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس للاحتجاج على الاعتراف.
وأشارت الصحيفة إلى أن "آغا" محاضر في كلية سانت أنتوني في أكسفورد في المملكة المتحدة وكان على مدى السنوات الثلاثين الماضية جنبا إلى جنب مع عمله الأكاديمي يكتب مقالات في الصحافة وقد شارك في سلسلة من الاتصالات السرية بين "إسرائيل" والفلسطينيين وكانت بعض هذه المحادثات رسمية وبعضها شبه رسمي.
وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت في الماضي أن "آغا" كان على اتصال مع مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق مولخو عبر "قناة محادثات سرية" في لندن عام 2013 بالتوازي مع المفاوضات الرسمية بين وزيرة العدل تسيبي ليفني والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات من الولايات المتحدة.
وفى الفترة من 1993 إلى 1995 شغل "آغا" منصبا لإجراء مفاوضات مع ممثلي نائب وزير الخارجية الإسرائيلي "يوسى بيلين" وأدت هذه المحادثات إلى تفاهمات بيلين- أبو مازن التي كان من المفترض أن تصبح اتفاقا إطاريا يحدد الحلول للقضايا الجوهرية في اتفاق الوضع النهائي بين "إسرائيل" والفلسطينيين ومع ذلك لم يتم تبني التفاهمات من قبل الحكومتين وعباس حتى انسحبت منها في النهاية.
وعقد مولخو سلسلة من الاجتماعات مع آغا بين عامي 2010 و 2011 شارك خلالها أيضا الدبلوماسي الأمريكي "دنيس روس" الذي كان آنذاك كبير مستشاري الرئيس أوباما لشؤون الشرق الأوسط وكان مولخو وروس يعرفان "آغا" من المواقع التي ملأها في التسعينيات وكانا يعرفان أنه يعتبر مقربا من عباس وفي السنوات الأخيرة كان "آغا" وعباس أيضا أصدقاء.