كشف المدعي العام الإيطالي للمرة الأولى عن الباعث وراء خطف ومقتل مواطنه الباحث جوليو ريجيني في القاهرة قبل عامين قائلا إن ريجيني قُتل بسبب بحث كان يجريه عن نقابات العمال المستقلة في مصر.
وفي الذكرى الثانية لاختفاء ومقتل ريجيني، نشرت الصحف الإيطالية الرئيسية أمس مقالا كتبه المدعي العام في روما جوسيبي بيجناتوني يلخص فيه نتائج تحقيق مشترك مع السلطات المصرية.
وقال بيجناتوني في المقال أيضا إن ريجيني كان يخضع للمراقبة المصرية حتى اليوم الذي اختفى فيه. مشككا بذلك في النفي المتكرر لمسؤولين مصريين لأي ضلوع للأجهزة المصرية في مقتل ريجيني، الذي لن يتم توجيه الاتهام لأحد في مقتله.
وفي أول مرة يتحدث فيها علنا عن نتائج التحقيقات، كتب المدعي الإيطالي "يمكن بسهولة تتبع الدافع للوصول إلى أن السبب أنشطة جوليو البحثية خلال الشهور التي قضاها في القاهرة".
وأضاف "اتضح أيضا أن جوليو جذب على مدى شهور انتباه أجهزة الدولة في مصر، وهو ما استمر بشكل ملح ومتزايد حتى 25 يناير/كانون الثاني 2016"، مشيرا إلى اليوم الذي اختفى فيه.
ويأتي مقال المدعي الإيطالي بعد يوم واحد من نفي النيابة العامة المصرية صحة الخطاب المنسوب إلى رئيس جهاز المخابرات العامة، الذي تلقته السفارة الإيطالية لدى سويسرا، ويفيد بأن أجهزة الأمن المصرية ألقت القبض على الباحث الإيطالي جوليو ريجيني قبل مقتله.
نيابة واستخبارات
وجاء في بيان صادر عن مكتب النائب العام المصري نبيل أحمد صادق أن النيابة العامة تلقت من نظيرتها الإيطالية الاثنين الماضي خطابا أرسله مجهول إلى السفارة الإيطالية في العاصمة السويسرية بيرن، ونسب صدوره إلى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، وكان موجها إلى رئيس جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع في مصر، يفيد بإلقاء أجهزة الأمن المصرية القبض على الطالب الإيطالي جوليو ريجيني قبل وفاته.
وأوضح البيان أن الخطاب المذكور مؤرخ بالثلاثين من يناير/كانون الثاني 2016، مشيرا إلى أن نيابة روما طلبت من سلطات التحقيق المصرية "اتخاذ اللازم نحو التأكد من صحة ذلك الخطاب -بوصفها سلطة التحقيق المختصة- في ضوء التعاون القضائي بين النيابتين في واقعة مقتل جوليو ريجيني".
وعثرت السلطات على جثة ريجيني وعليها آثار تعذيب بعد نحو أسبوع على جانب طريق قرب القاهرة.
وكان ريجيني يجري أبحاثا بشأن النقابات العمالية المستقلة في مصر من أجل رسالة دكتوراه يعدها في جامعة كمبردج.
وصادر ممثلو الادعاء في روما جهاز الكمبيوتر والهاتف المحمول الخاصين بأستاذته في جامعة كمبردج مها عبد الرحمن، وقال بيجناتوني إن الفحص المبدئي للمواد أظهر أنها "مفيدة"، ورفضت جامعة كمبردج أي تلميح إلى أن مها عبد الرحمن قد تكون ضالعة في مقتل ريجيني.
وتسبب مقتل ريجيني في توتر العلاقات بين مصر وإيطاليا التي استدعت سفيرها بسبب القضية. واستؤنفت العلاقات في أغسطس /آب الماضي عندما قالت روما إنها ستعيد سفيرها إلى القاهرة وتواصل البحث عن قتلة ريجيني.