جددت تركيا مطالبتها الولايات المتحدة بسحب قواتها من منطقة منبج السورية التي تعهدت أنقرة بطرد وحدات حماية الشعب الكردية منها بعد إتمام العمليات الجارية في منطقة عفرين، وتحدث الجانب التركي عن أزمة ثقة مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن علاقة تركيا بالولايات المتحدة تشهد أزمة ثقة، وإن أنقرة تنتظر من واشنطن خطوات ملموسة وليس تصريحات.
وأضاف أن على الأميركيين سحب الأسلحة التي زودوا بها وحدات حماية الشعب الكردية والانسحاب من منبج. وانتقد الوزير ما قال إنه تضارب في التصريحات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، واصفا ذلك بأنه "أمر لا يليق بدول جادة".
وتخضع منبج مثل عفرين لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، وتتمركز فيها مئات العناصر من الجيش الأميركي.
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "الدول التي تعارض العملية العسكرية تناصر الإرهابيين وتطلب منا عدم التعرض لجنودها الموجودين بجانبهم"، وطالب هذه الدول بالابتعاد عن المنطقة.
وأشار أردوغان اليوم إلى أنه "خلال ثمانية أيام قتل 394 إرهابيا، وقتل من الجيش التركي والجيش السوري الحر 166 جنديا".
وأطلق الجيش التركي السبت الماضي عملية غصن الزيتون لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين في شمال سوريا، وتعهدت أنقرة بتوسيع العمليات إلى منبج (على بعد نحو 100 كلم شرق عفرين) ومواصلتها حتى الحدود العراقية.
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة في وقت سابق بأن الجيش السوري الحر سيطر بدعم من الجيش التركي على قرية بيسكي شمال غرب عفرين بعد مواجهات مع وحدات حماية الشعب الكردية.
وأضاف المراسل أن الجيش السوري الحر سيطر على النقطة 740 الجبلية المطلة مباشرة على مدينة راجو. ونقل عن متحدث باسم الجيش الحر قوله إنه أسر مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية وقتل عددا آخر منها، وإن التقدم على محور راجو شمال غرب عفرين لا يزال مستمرا.
من ناحية أخرى، قال رئيس دائرة الكوارث والطوارئ التركية محمد غوللو أوغلو في مؤتمر صحفي عقده بمدينة كيليس الحدودية جنوبي تركيا إن بلاده تستعد لمواجهة موجات نزوح محتملة داخل سوريا بسبب عملية غصن الزيتون أو تداعياتها.
وذكر غوللو أوغلو أن الدائرة حددت مواقع جغرافية واستكملت الاستعدادات الأساسية سواء في إعزاز (شمالي سوريا) ومحيطها أو في هطاي (جنوبي تركيا) ومحيطها لإقامة مخيمات تؤوي النازحين.
وأضاف "لا نعرف بعد أعداد النازحين المتوقعة، لكننا نستعد لكل الاحتمالات، خمسة أو عشرة آلاف أو حتى خمسين ألف نازح، نحن نقوم بالاستعداد لمواجهة كل التطورات".