تتواصل العمليات العسكرية للقوات التركية في منطقة عفرين شمال غربي سورية، ضمن عملية "غصن الزيتون"، التي دخلت يومها الحادي عشر، في وقت تتواصل فيه الغارات الروسية، مستهدفةً المدنيين في ريفي حلب وإدلب.
ووصلت دفعة جديدة من الحشودات العسكرية التركية إلى ولاية "كليس" (جنوب)، صباح اليوم الأربعاء، لتعزيز وحدات الجيش التركي على الشريط الحدودي مع سورية، بينما أفادت مصادر محلية، بأن الطائرات التركية قصفت أهدافاً في قرية بافلونة بريف عفرين الشمالي الشرقي، وتلة أومرا وجبل غر في الريف الغربي لعفرين.
وقصفت القوات التركية أيضاً أهدافاً في قرى توبال، وشيخ خورز، وبافلون، وديكمداش، وقرية حمام، ومناطق أخرى في ناحيتي راجو وجنديرس، بالتزامن مع قصف على مناطق في الريف الشمالي لعفرين.
من جهتها، عرضت فصائل المعارضة المشاركة في عملية "غصن الزيتون"، بالاشتراك مع الجيش التركي مقاطع مصورة لذخائر، قالت إنها استولت عليها من "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وفي سياق متصل، قال المعارض السوري، والعضو السابق بالائتلاف الوطني، عبدالباسط سيدا، إنّ "حزب الاتحاد الديمقراطي مصيبة على الأكراد السوريين".
وأضاف سيدا، في تغريدة، له على موقع "تويتر"، أمس الثلاثاء، أن "حزب الاتحاد الديمقراطي مصيبة كبيرة مُني بها أكراد سورية قبل عربها"، معتبراً أن الحزب "يطرح مشروعاً لا علاقة له بقضية الكرد ومطالبهم في سورية".
وتابع سيدا، الذي استقال قبل أيام من عضوية الائتلاف السوري المعارض، أنً منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الحزب "دفعت ثمناً باهظاً جرّاء تسلط هذا الحزب"، مشدداً على أن "الوصول إلى حلٍ سياسي ينقذ المنطقة من المسلحين هو المخرج للجميع".
إلى ذلك، قتل ثلاثة جنود أتراك، مساء أمس الثلاثاء، إثر انفجار غامض استهدف الرتل العسكري التركي الذي كان متجهاً إلى "تل العيس" بريف حلب الجنوبي للتمركز بالنقطة الرابعة لخفض التصعيد.
وذكرت مصادر محلية أنّ الانفجار وقع أثناء تحرك الرتل من بلدة كفركرمين باتجاه منطقة العيس، ما أسفر عن احتراق ناقلة دبابات، ووفاة ثلاثة جنود حرقاً.
وبحسب مصادر إعلامية، فإنّ الرتل العسكري التركي عاد أدراجه، وغادر من مدينة سرمدا باتجاه معبر "باب الهوى" الحدودي.
وكانت قوات النظام في بلدة الحاضر بريف حلب استهدفت خط مرور الرتل العسكري التركي باتجاه ريف حلب الجنوبي بعدة قذائف مدفعية، لإعاقة وصوله إلى منطقة العيس، ما أجبره على التوقف قرب قرية الكماري.
والرتل العسكري الذي دخل، مساء الإثنين، كان يتكون من نحو 20 دبابة، ومجنزرة، و30 آلية، تحمل مدافع وجرافات وعربات عسكرية، يرافقها أكثر من 70 عسكرياً.
ونشرت تركيا نقاط مراقبة منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقاً لاتفاق "خفض التصعيد"، المنبثق عن "مؤتمر أستانة 6"، لضمان وقف إطلاق النار في المنطقة، إذ نشر الجيش التركي قواته في عدد من النقاط في محافظتي حلب وإدلب.