في غزة.. أطفال خدج يرحلون قبل إبصارهم الحياة!

في غزة.. أطفال خدج يرحلون قبل إبصارهم الحياة!
في غزة.. أطفال خدج يرحلون قبل إبصارهم الحياة!

الرسالة نت - مها شهوان

قبل أن يكمل عدد من الأطفال الخدج الأسابيع القليلة في حضانة مستشفى الشفاء قبيل خروجهم إلى الحياة، يرحلون سريعاً، ليس لمرض أصابهم أو لفايروس التقطوه في الحضانة، بل لنقص بعض الحقن المتخصصة في العناية المكثفة بأقسام الولادة.

بعض الأطفال الخدج الذين رحلوا، ربما كانوا الفرحة الأولى لذويهم لكن غياب الأدوية ونقصها بسبب المناكفات السياسية ومنع إدخال العلاج المناسب والوقود لتغذية مولدات المستشفيات حالت دون خروجهم للحياة.

في إحدى الحضانات التابعة لمستشفى الشفاء كانت "علا سالم" - 25 عامًا- تنتظر خروج طفلها الخدج إلى الحياة، لكن انتظارها لم يدم طويلا فسرعان ما فارق صغيرها الحياة قبل أن تمنحه اسمًا، فتوفاه الله كون رئته غير مكتملة وبحاجة إلى مادة غير متوفرة في مستشفى الشفاء ولم تستطع عائلته الحصول على تحويلة طبية سريعة للعلاج في الداخل المحتل.

تقول والدته:" بعد ثلاث سنوات من الزواج حملت طفلي بين ذراعي لكني لم أتمكن من احتضانه واصطحابه للبيت، فقد فارق الحياة قبل تلقيه العلاج المناسب في مستشفيات القدس المحتلة".

وتكمل وهي تحتسب طفلها شهيدًا:" ليتهم يبعدون صغارنا عن مناكفاتهم السياسية (..) لا ذنب لصغارنا فمن حقهم العيش دون حرمانهم من العلاج".

وتخشى العشرات من الأمهات اللواتي يرقد صغارهن الخدج في الحضانات من فقدانهن نتيجة نقص الأدوية أو التحويلات الطبية العاجلة.

ومع تصاعد أزمة الكهرباء في قطاع غزة، تضطر وزارة الصحة لتشغيل المولدات الكهربائية المعتمدة على الوقود، لتشغيل المرافق الصحية التي يلجأ إليها آلاف المواطنين بشكل يومي للعلاج.

يقول عبد اللطيف الحاج مدير المستشفيات في وزارة الصحة بغزة، إنّ كميات الوقود المتوفرة في مخازن الوزارة لا تكفي إلا لتشغيل بعض المستشفيات الكبرى في غزة، وذلك لإنقاذ أرواح المرضى من الوفاة، وهي كافية لمدة ثلاثة أسابيع فقط كي تستمر هذه المستشفيات في العمل.

وأضاف الحاج خلال حديث مع "الرسالة" أن مستشفيات "الشفاء والأوروبي والنصر والرنتيسي" مهددة بالتوقف التام عن العمل خلال ثلاثة أسابيع بأقصى تقدير، في حال لم يتم تدارك الأزمة، مشيرًا إلى أن المبلغ المالي الذي تحدثت عنه وزارة الصحة في رام الله بإرسال عشرة ملايين شيكل لشراء الوقود لمستشفيات غزة لم يصل عمليًا، وهو "منحة إغاثية لا تكفي لأكثر من عشرة أيام فقط".

وفي غضون ذلك، بيّن الحاج وجود نقص حاد في مخزون الأدوية بغزة، "فهناك أدوية مهمة في العناية المكثفة غير متوفرة وغيابها يعني وجود خطورة على حياة المرضى، وإفقار لهم ولذويهم الذين يضطرون لشرائها من الخارج بمبالغ مالية باهظة خلافًا لمبادئ منظمة الصحة العالمية".

وأشار إلى أن غياب بعض الحقن المتخصصة في العناية المكثفة بأقسام الولادة التي تسمى بـ"الحاضنة" تسببت بوفاة أطفال خدج، مشيرًا إلى أن بعض هؤلاء الأطفال غير مكتملي النمو يحتاجون إلى حقن غير متوفرة ما تسبب بحدوث وفاة لعدد منهم.

وفي ذات السياق، تقول الدكتورة حنان الوادية مديرة الحضانة في مستشفى الشفاء:" هناك عدد من الأطفال الخدج بحاجة إلى تحويلات طبية عاجلة لكن بطئها يؤدي إلى وفاتهم".

وتابعت:" لدينا زيادة كبيرة في نسبة التشوهات، ففي هذا الشهر كان ما يقارب السبع حالات مشوهة خلقيًا وذلك بسبب التلوث، وبحاجة إلى أدوية غير متوفرة".

وأوضحت الوادية أن هناك نقصًا في المادة التي تعمل على نمو الرئة للطفل الخداج، ولا بد من وجودها خاصة وعدم توفرها يؤدي إلى انتفاخ الحويصلات الهوائية وتعمل على ضيق في التنفس للطفل، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان يتم التغلب على ذلك، بالإضافة إلى النقص في أدوية التشنجات للأطفال فمن بين كل 20 صغيرًا يولد واحد يعاني التشنج.

البث المباشر