قائمة الموقع

المنخفضات الجوية تنقذ صيادي غزة من الكساد

2018-02-04T17:14:28+02:00
ارشيفية
غزة-محمد شاهين

ينتظر الصيادون في قطاع غزة قدوم المنخفضات الجوية خلال فصل الشتاء، لما يعقبها من صيد وفير، نتيجة تغير حالة البحر وارتفاع نسبة الموج والتيارات التي تحرك الأسماك وتخرجها من المناطق العميقة إلى الشاطئية.

ويعيش الذين يعيلون أسرهم من البحر في قطاع غزة واقعاً اقتصادياً متردياً، بسبب ندرة الأسماك في هذه الأيام، ما أجبر كثيرًا منهم إلى ترك المهنة أو تعليق العمل بها، حتى قدوم المواسم التي تهاجر بها الأسماك للمناطق التي يصطادون بها.

وتمثل إجراءات الاحتلال الخانقة، أكبر العقبات في وجه الصيادين، إذ تمنع الزوارق الحربية من الوصول للمناطق المتوافر بها الأسماك وتحصرهم داخل الستة أميال، وتحظر دخول معدات الصيد الحديثة والمتطورة منذ بدء الحصار "الإسرائيلي" على قطاع غزة عام 2007، عدا عن إطلاق النار المتكرر ومصادرة القوارب.

وخففت المنخفضات المتكررة على قطاع غزة في الأسابيع الماضية، من حالة الكساد التي عاشها الصيادون منذ انتهاء موسم الصيد نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، بعد أن اصطحبت في أعقابها كميات وافرة من سمك "السردين" الذي ينتظره الغزيين على موائدهم بحرارة.

ويوضح الصياد عبد الرحمن سعد الله "للرسالة نت"، بأن فصل الشتاء في قطاع غزة، يعتبر من أكثر  فصول العام شحًا في الصيد، إلا أن المنخفضات الجوية تساعد الصيادين في تجاوز عقبته الاقتصادية، كونها تجلب أفواج الأسماك من المناطق العميقة والجنوبية للمناطق الشرقية المسموح لهم بالصيد فيها.

ويبين سعدالله، بأن سمك "السردين"، يعتبر وجبة الصيادين الرئيسة بفصل الشتاء، إذ ينتظرون بدء انحسار المنخفضات الجوية ليقوموا باصطيادها باستخدام شباك متخصصة تدعى (ملاطش)، مشيراً إلى أن المنخفض الذي اصطحب معه رياح شديدة في بداية العام الجاري جلب كميات وافرة من "السردين".

ويكشف تاجر الأسماك محمود نصر، بأن تجار الأسماك قبل المواطنين ينتظرون ظهور سمك "السردين" في الأسواق، لما لها من قبول واسع على الموائد الغزية، كونها من أبرز الوجبات المحببة والمملوءة بالفوائد الصحية، وتباع بأسعار تناسب الجميع.

ويبين التاجر، في حديثه مع "الرسالة نت"، أن ظهور سمك السرين في الأسواق خلال فصل الشتاء، مرتبط بقدوم المنخفضات الجوية الكبيرة، بحيث يصطادها الصيادين منذ بداية انحسار المنخفض وبعد انتهائه بيومين، ثم تبدأ بالاختفاء بصورة شبه كاملة.

من جانبه، يقول نزار عياش نقيب الصيادين في قطاع غزة، إن "المنخفضات الجوية المصحوبة برياح شديدة في فصل الشتاء، تفتح نافذة رزق صغيرة للصيادين، كون أيامها الأخيرة تشهد توافر كميات من الأسماك المتنوعة و"السردين"، داخل مسافة الـ 6 أميال بعد أن تحركها نحوها من جهات الغرب والجنوب".

ويضيف عياش، للرسالة نت "وعلى الرغم من أن موسم هجرة السردين يبدأ في شهر أبريل من كل عام، إلا أن المنخفض أتى بكميات متفاوتة بين متوسطة وكبيرة، بعد أن ترتفع أمواج البحر بصورة عاتية في فصل الشتاء، ثم تعود إلى مكانها بعد هدوء البحر".

ويوضح أن نسبة كبيرة من الصيادين لا يعملون خلال أيام الشتاء، إلا في الأيام الثلاثة التي تعقب المنخفضات وتشهد تواجد "السردين"، نظراً لشح الأسماك في مساحة الصيد المسموح بها، ما يجبرهم على العيش تحت ظروف اقتصادية متردية.

ويؤكد عياش على أن قطاع الصيد يعيش مزيداً من التدهور والانحدار، بسبب استمرار منع الاحتلال دخول المعدات اللازمة والضرورية للعام الـ 11 على التوالي وحصر مسافة الصيد داخل الستة أميال، ما أجبر أكثر من 1100 صياد يعزفون عن مهنتهم، وإبقاء 4000 صياد يعيلون 50.000 نسمة تحت خط الفقر.

اخبار ذات صلة