قائمة الموقع

هويدي: الموقف العربي يغري واشنطن للتقدم بصفقة القرن

2018-02-04T17:59:47+02:00
هويدي: موقف السلطة متماهٍ مع «صفقة القرن»
الرسالة – محمود هنية

وصف الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي فهمي هويدي، موقف السلطة الفلسطينية من صفقة القرن بـ"المخزي والضعيف"، مؤكدًا أن السلطة في أضعف حالاتها وموقفها متماهٍ مع الصفقة على غرار الموقف العربي الرسمي، مبيناً أن الضعف العربي يغري واشنطن للتقدم بالصفقة.

وذكر هويدي في حديث خاص بـ"الرسالة نت" أنّ السلطة لا تزال تراهن على المفاوضات، والتنسيق الأمني، وموقفها يكاد يتماهى إلى حد كبير مع الأنظمة المشتركة في تنفيذ هذه الصفقة، مبيناً أن موقف السلطة المعلن من رفض الصفقة "لا يقدم صك براءة لها، فهي معترضة على الشكل وليس المبدأ".

وكانت صحيفة الحياة اللندنية قد كشفت عن طرح تقدم به رئيس السلطة محمود عباس عبر وسيط ثالث، تضمن موافقته على انشاء دولة فلسطينية عبر مراحل.

وردًا على سؤال إن كانت خطوات السلطة جزءا من ترتيبات المشهد الدولي لتصفية القضية، أجاب "هذه خطوات مستمرة، وقد تكون جزءاً منه أو لاحقة له".

وأضاف" الجديد هو في توقيت هذه الإجراءات التي تترافق مع المشروع الدولي، الهادف لتصفية القضية". ورأى أن استهداف غزة هو أحد حلقات تصفية القضية، "وقد يكون بوابة الحل الإقليمي".

وفي سياق ذي صلة، رأى أن (إسرائيل) ليست بصدد العودة للمفاوضات مع السلطة، لأنه لم تعد الأولوية بالنسبة لها، مشيرا الى أن الأولوية هي للحل الإقليمي.

وأوضح هويدي أن ما تسمى بـ"صفقة القرن" جاءت استثمارًا لموقفين أولهما حالة الضعف العربي والثاني موقف الإدارة الأميركية الأشد انتماءً للصهاينة. وأضاف: "أغلب الأنظمة العربية في حالة تماه مع الموقف الأمريكي بما يغري مقدمي الصفقة للتقدم بها".

وأوضح أن الموقف العربي يعدّ من أضعف الحلقات التي أغرت واشنطن للتقدم بالصفقة والإصرار على تنفيذها، مشيراً إلى أن (إسرائيل) تتصرف كما أن هناك فراغاً تتمدد فيه كما تشاء، في ظل الحماس الأمريكي الكبير المنسجم مع اليمين الصهيوني بغية التقدم لتنفيذ الصفقة".

ويستدرك هويدي: "هناك فرق بين مخطط الصفقة وفرص نجاحها"، مشيرا إلى أن التقديرات الاستراتيجية لدى (إسرائيل) تؤكد أن وضع الشعوب في المنطقة يشكل مثار قلق وتهديد وجودي لها.

وذكر أن الشعوب العربية رغم كل حالات القمع التي تتعرض لها "لن تسمح لمثل هذه المخططات بالنجاح"، مؤكدًا أن الصفقة لا تشكل تهديدا للفلسطينيين فقط بل تهدد أغلب الأنظمة العربية، وتابع أن استمرار حالة القمع ضد هذه الشعوب سيهيئ المزيد من فرص الانفجار، والتي تعني في المحصلة مواجهة المشروع الأميركي.

ورجح أن تطرح قمة واشنطن المزمع عقدها في شهر يوليو القادم، بمشاركة مصر والأردن و(إسرائيل)، بعض الخيارات والسيناريوهات حول ترتيب تصفية القضية، وتابع: "المشروع الدولي هو تطوير لمشروع الرباعية العربية والذي سبق إثارته قبل عدة أشهر في عهد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما".

ونصّ تقرير الرباعية الذي صدر بعد اجتماع عقدته في شهر فبراير من العام الماضي في مدينة ميونخ الألمانية، على إقامة دولتين بعد العودة للمفاوضات، مع حل كافة قضايا الوضع النهائي.

وذكر أن السلطة الفلسطينية لديها هدف كبير يتلخص في إنهاء الوضع القائم بغزة، واستعادتها، وهي خطوات لم تتوقف لكنها تتزامن اليوم مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرغب بتصفية القضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بموقع سيناء من الصفقة، قال هويدي: "إن هناك مؤشرات لأوضاع يراد تنفيذها في شبه الجزيرة، لكن لا أحد يمكنه أن يمرر هذه الصفقة، وخاصة بعد قضية تيران وصنافير". وذكر أن ما يدور الحديث بشأنه من تفاصيل الأحداث في سيناء، لا يعني قبول مبدأ اعتبارها جزء من الصفقة.

وحول شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية، قال إن الحديث عنها لا يزال مبكرًا، "فالمنطقة في حالة اهتزاز ولم تُعرف تداعياتها بعد".

وكانت مصادر مطلعة، أكدّت أن المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، أبلغ القناصل الأوروبيين المعتمدين في القدس، في لقاء جمعه بهم قبل أيام، أن "صفقة القرن" الجاري إعدادها باتت في المرحلة الأخيرة، وأنها ستعلن قريباً.

وأضافت المصادر، أن غريبنبلات قال حسب أحد المشاركين في اللقاء، إن "الطبخة على النار، ولم يتبقَ سوى إضافة القليل من الملح والبهارات". كما أكد غرينبلات رداً على سؤال عن فرص تطبيق الخطة في حال رفض السلطة الفلسطينية الانخراط في التسوية التي ترعاها أميركا، أن "الفلسطينيين ليسوا طرفاً مقرِّراً، والخطة الجاري إعدادها هي خطة للإقليم، الفلسطينيون طرف فيها، لكنهم ليسوا الطرف المقرِّر، بل الإقليم".

ونقلت المصادر عن المبعوث الأميركي قوله للأوروبيين، إن واشنطن تريد أن تنهي عمل "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين أونروا"، إذ "لا يُعقل أن تظل الوكالة تعمل إلى أبد الدهر، يجب أن نضع تاريخاً محدداً لعملها"، معتبراً أن الأجيال الجديدة من اللاجئين ليست لاجئة لأنها ولدت في أرض جديدة.

اخبار ذات صلة