قائمة الموقع

قصص قصيرة جدا

2018-02-06T06:19:41+02:00
قصص
الرسالة نت


رشا فرحات 
 

صورة ملونة
منذ عشر سنوات، أحضروه إلى بيتنا، أدخلوه إلى غرفتي التي تحوي، دثاراً قديماً صنعته جدتي منذ عشرين عاماً، ومخدةً من ثياب أبي القديمة، وجدرانا مثلجة، سوداء اللون، وفرحت كثيراً بزيارته، كان يحمل في يده كاميرا أيضاً سوداء اللون، صوت لقطاتها، كأنها طلقات رصاص ضوئية على وجهي، طلبت مني أمي الاستدارة مراراً حتى تتضح الصورة، ضحكت، فأمروني بالعبوس، لا أدري لماذا!!
 مددت قدمي، أعطيت صاحب الكاميرا، وصفاً دقيقاً لأوجاعي التي ما فتأت تلتصق بي منذ خرجت بنصف رجل إلى عالم ليس لي، وصفت له برد الشتاء، ودلف سطح الأسبست في غرفتي، دوّن كل ملاحظاته وانصرف، ولم يعد حتى الآن. 


غنيمة
مد يده في جيب الصديق الجالس بجانبه والتزم الصمت هادئاً، مستريحاً، بما أخفاه من غنيمة يسميها رزقاً منذ سنوات، دون وجل ودون خجل، ودون تأنيب للضمير، التهم طعاماً قدمه له صديقه الكريم، ودون الالتفات إلى شكوى صديقه الذي لم يعد في جيبه ما يلهمه حياة حتى آخر الشهر، ضحك بطريقته ثم انصرف، يحمل في جيبه ما قال أنه غنيمة، وفي منتصف الطريق أخرج مال صديقه المغتنم ليعده فرحاً بما يصر على تسميته رزقاً، سقطت الغنيمة من يده، فالتقطتها يد مسرعة مرت بجانبه مثل ريح عاتية، واختفت اليد بعيدة، فرحة والغنيمة عادت إلى حيث جاءت، عاد هو خائب اليدين.


صوت الحق
وقفت لتجادل جارتها، كعادتها، تدعي خبرتها، في أحكام الحلال والحرام، ارتفع صوتها مصرة على نصها، صوت جارتها أيضا يرتفع، كلتاهما تريان الصدق يلوح أمام أعينهما، تصران على الخطأ، الظلام يلج أرضاً فسيحة الأرجاء، واسعة لا خضرة فيها ولا ماء، يركضان مثل فرسين تخلصا من لجام ضيق، وركضا لا يعرفان الطريق، ارتفعت الصرخات، ازدادت المقاطعات، تدخلت جميع الجارات، حكت قصتها، أصرت على روايتها، وجارتها تنص بأعلى صوتها، تدعي الصدق، صرخاتهما فرقعات تخلو من حقيقة، ارتفع صوت للحق من بعيد، نادى المنادي، هناك حكم الشرع، هناك حكم القانون، ما زالت كلتاهما تصر على رأيها.


جبناء وطاغية
حمل على ظهره معطفه القديم، رماه في أول سلة للمهملات، ركض إلى أخر الطريق، سرق معطف الرجل الواقف في انتظار المجهول، مشى قليلاً، مال على رجل أخر، نزع عنه ملابسه واقتطع من جسده قطعة لحم والتهمها، ثم دخل بيت تلك المرأة التي يرقبها منذ زمن، أغتصبها بدون مبالاة، بينما زوجها متفرجاً، لم يتحرك، أشهر سيفه قاطعا رأس زوجها، حمل أطفالها وتحت تهديد سلاح صدقوا بأنهم أصبحوا من صلبه، وفي المحكمة أقنعهم أنه لم يكن هو، وتحت تهديد السلاح صدقوه، رفع أعلامه عائداً إلى قصر كبير، وتحت تهديد سلاحه أصبح قائداً للقبيلة، أغتصب كل نساء القبيلة، أكل لحوم أطفالهم، وما زال سيفيه يقطع في رقاب رجالهم حتى اليوم، وما زالوا يصدقونه.

اخبار ذات صلة
قصص قصيرة جداً
2010-07-31T13:55:00+03:00
قصص قصيرة جدا
2011-03-07T10:18:00+02:00
قصص قصيرة جدا
2011-03-21T07:14:00+02:00