قالت صحيفة "القدس العربي" إن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ناقشت توجيه "الانفجار" صوب الاحتلال، رفضا لحالة الانهيار الكامل في كل القطاعات التي يعيشها المحاصرون منذ 11 عاما، وذلك عبر مسيرات شعبية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة من مصادر فصائلية، فإن فكرة الدفع بمسيرات شعبية على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة، بدأت تكتمل، بعد إخضاعها للنقاش في اجتماع فصائلي سابق، وبحث توفير الحماية لتلك الاحتجاجات التي ستكون مقدمة لـ "الانفجار" رفضا للحصار.
وأوضحت أن هذه الفعاليات الاحتجاجية التي ستشارك فيها قطاعات واسعة كالمرضى والطلاب والعاطلون عن العمل والأطفال استكمالا لـ"الانتفاضة الشعبية" مع الاحتلال التي يخوضها الشبان الغاضبون بشكل شبه يومي.
ويدور الحديث حول أن يكون الاعتصام أمام الحدود مع الاحتلال مفتوحا، ولا يقتصر على يوم أو بعض ساعات، وأن يكون من خلال مشاركة حاشدة بأعداد كبيرة من المواطنين، في ظل أفكار يتم تداولها شعبيا بين النشطاء لإقامة "مخيم العودة"، وهو مخيم مقام من الخيام في إحدى المناطق الحدودية، للتعبير عن رفض مخططات "شطب حق العودة"، وإلغاء منظمة "الأونروا".
وبحسب الصحيفة فإن المشاركين في تلك الفعاليات سيحملون رسائل عدة، أبرزها "عملي" موجه لإسرائيل، و"إنساني" موجة للمجتمع الدولي، يطالب بضرورة التحرك السريع لإنهاء أزمات غزة المتفاقمة.
وقال داوود شهاب المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي للصحيفة إن الفصائل الفلسطينية ناقشت فكرة التوجه للحدود مع الاحتلال، خاصة وأن الفكرة جرى أيضا طرحها من قبل النخب الفلسطينية والكتاب والمفكرين.
وأشار إلى أن الفكرة أساسها الضغط على الاحتلال، وبعث رسائل انذار ترفض استمرار أوضاع قطاع غزة على الشكل الذي وصلت إليه حاليا.
وأكد شهاب وجود إجماع فلسطيني على هذه الفكرة بعد دراسة خيارات عدة للتصدي للحصار وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه مدينة القدس، من خلال إعطاء الفرصة للتحركات الشبابية على الأرض. وقال إن حركته شكلت منذ اندلاع المواجهات مع الاحتلال، التي أعقبت قرارات ترامب قبل شهرين لجانا شعبية في كافة مناطق قطاع غزة لـإسناد هذه الانتفاضة، من مهامها «اللجان الشعبية» للإسناد والتحشيد لهذه الفعاليات.
وأضاف أن فكرة التوجه إلى الحدود مع الاحتلال، تحمل رسالة مفادها أنه لا يمكن أن يتحمل أي طرف سوى الاحتلال، مسؤولية ما آلت إليه أوضاع غزة، لافتا إلى أن تلك الفعاليات التي تدرس ستكون «إنذارا» لمواجهة استمرار الحصار المفروض منذ 11 عاما.
وخلال الأيام الماضية حذر مسؤولون دوليون وآخرون محليون من خطورة التدهور الذي أصاب كل قطاعات غزة، محذرين من «الانفجار».
وبسبب خطورة الوضع القائم كشف النقاب عن وضع قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقريرا شديد الخطورة عن وضع قطاع غزة على طاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حمل تحذيرات من حدوث مواجهة عسكرية حتمية إذا لم يتم تدارك الأمور.
ويؤكد التقرير أن تقديرات الوضع على صعيد القطاع تعد «خطيرة بشكل خاص»، بسبب التدهور الدراماتيكي في الوضع الاقتصادي والإنساني داخل القطاع، التي تشبه الوضع الذي ساد قبيل اندلاع الحرب الأخيرة صيف 2014.