قائمة الموقع

مناورات جيش الاحتلال.. استخلاص للعِبر واستعداد للغدر!

2018-02-07T12:26:38+02:00
صورة
غزة-محمد عطا الله

"لغاية في نفس يعقوب"، يُطلق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مناورته الأضخم والأكبر قرب حدود قطاع غزة وسيناء المصرية؛ وذلك بمشاركة وحداته البرية والجوية والبحرية، وقوات أميركية.

وذكر جيش الاحتلال في بيان لوسائل الإعلام، أنه تم البدء بتمرين شامل وواسع لفحص جاهزية واستعداد وحدات القيادة الجنوبية العسكرية والذراع البرية والشبكة اللوجستية في الجنوب لحالات الطوارئ، مدعياً أنه تم التخطيط للتمرين بشكل مسبق في إطار خطة التدريبات السنوية لعام 2018، بهدف الحفاظ على جاهزية واستعداد القوات في الخدمة النظامية والاحتياط.

وقال: "خلال التمرين سيتم تفعيل المكالمات الهاتفية لتجنيد الاحتياط وسيتم ملاحظة حركة ناشطة للمركبات الأمنية في منطقة غلاف غزة، ويتوقع انتهاء التمرين الأربعاء المقبل".

وفي الحديث عن الغاية، فإن ثمة إخفاقاً فضحه تقرير "مراقب الدولة" الإسرائيلي يوسف شابيرا الذي رفع الحظر عنه العام الماضي، واتهم القيادة السياسية والعسكرية بالفشل والتقصير في التعامل مع أنفاق المقاومة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة؛ مما استدعى إعادة ترتيب الأوراق ومحاولة إصلاح الخلل واستعادة جهوزية الجيش مجدداً.

من جانب آخر يمكن القول إن المناورة الأضخم قد تأتي في إطار مراكمة القوة ومحاولة توجيه رسائل بالجهوزية والاستعداد لجميع الأطراف وخاصة حزب الله اللبناني في الشمال والمقاومة الفلسطينية في الجنوب.

وهو يشير إليه مراقبون ومختصون في الشأن الإسرائيلي والأمريكي، بأن المناورة جاءت ضمن الممارسة العسكرية والجهوزية للموجهة المقبلة.

واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي والأمريكي د. وليد المدلل، أن المناورة المشتركة بين الجيش الإسرائيلي والأمريكي تأتي في سياق استخلاص العبر السابقة من الإخفاق بالحرب الأخيرة على غزة، موضحاً في حديث لـ"الرسالة نت" أن هذه المناورات تحدث في معظم الدول بسياق تحسين القدرات العسكرية، منوهًا إلى أن الاحتلال يحاول مراكمة قواه من جانب وتوصيل رسائل للآخرين من جانب آخر.

واستبعد أن يكون هدف تلك المناورة هو شن حرب على قطاع غزة، مرجعًا ذلك إلى أن خيار الحرب منوط بتوفر عدة شروط إسرائيلية وإقليمية وحتى لدى المقاومة الفلسطينية. ويتابع " الحرب ليست خيارًا سهلًا يمكن اتخاذه ويبقى التلويح به أحد السياسات الخشنة التي تستخدمها الدول لإجبار الأطراف الأخرى المصارعة معها للذهاب لخياراتها".

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر أن هذه المناورات لها بعدين الأول تدريبي نظامي واكتساب الخبرات من خبراء الطرف الآخر المشارك في المناورة، والبعد الآخر هو الاستعداد للمرحلة المقبلة.

وبيّن أبو عامر في حديثه لـ"الرسالة نت" أن قطاع غزة يشهد وتيرة متسارعة من الظروف عبر إنهاك جبهته الداخلية ومحاولات قطع خطوط الإمداد عن مقاومته، فضلاً عن وجود خطة إسرائيلية للقضاء على أنفاقه الهجومية، وبناء الجدار الإلكتروني مما قد يدفع إلى إشعال الحرب بعيدًا عن وجود مناورات أو غيرها.

وعبر عن اعتقاده بأن الوضع السياسي ومحاولات فرض صفقة القرن على الفلسطينيين قد يتبعه توجيه ضربة عسكرية للقطاع إذا استمرت قوى المقاومة في رفضها لتمرير هذا المخطط.

وفي نهاية المطاف تبقى الأمور على الأرض رهينة الظروف والمستجدات الواقعية، ولا يمكن التنبؤ في مستقبل منطقة تعيش على رمال متحركة.

اخبار ذات صلة