قائمة الموقع

"أمريكا" تضغط على "حماس" لتمرير صفقة القرن

2018-02-07T13:09:31+02:00
غزة - مها شهوان

دون سابق إنذار، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على "لائحة الإرهاب" وفرضت عليه عقوبات، الأمر الذي اعتبرته القوى والفصائل الفلسطينية استكمالًا لفصول المؤامرة الأمريكية ضد الفلسطينيين.

وقالت الوزارة في بيانها، إن التسميات التي أدرجت تستهدف قادة ومجموعات إرهابية رئيسة، تعمل على تهديد استقرار الشرق الأوسط وتقويض عملية السلام ومهاجمة الحلفاء في مصر و(إسرائيل).

ورغم الخلافات السياسية في الداخل الفلسطيني، إلا أن الفصائل اعتبرت إدراج اسم هنية على قائمة الإرهاب هو ضوء أخضر أمريكي لاستهداف قيادات فلسطينية، كما وأدانت منظمة التحرير الفلسطينية القرار من خلال بيان أصدره صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية جاء فيه:" منظمة التحرير ترفض وتستنكر قرار وزارة المالية الأمريكية إدراج اسماعيل هنية على قائمة الاٍرهاب"".

وفي ذات السياق، لفتت وسائل إعلام غربية إلى أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها الإدارة الأميركية لها 3 أهداف أساسية؛ وهي: الضغط على الحركة لقبول المصالحة مع فتح، وحصار جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حماس فكرياً، بالإضافة إلى تجفيف موارد الدعم المالي لهذه الحركات، أما السبب الرابع فأرجعته للتصعيد الأخير من قِبل هنية فيما يتعلق باعتراف أميركا بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

واعتبر موقع ميدل إيست آي البريطاني، إن أدراج هنية على قائمة الإرهاب الخاصة خطوة سيكون من شأنها رفع التوتر، المتزايد أصلاً؛ منذ إعلان دونالد ترامب الرئيس الأمريكي بأن القدس عاصمة لـ "إسرائيل" حتى تأزمت العلاقات بين واشنطن والفلسطينيين بشدة.

وفي ذات السياق يؤكد حسام الدجني المحلل السياسي لـ "الرسالة" أن، هناك ارتباطًا وثيقًا بين إضافة هنية على قائمة الإرهاب في الخزانة الأمريكية وصفقة القرن؛ بهدف الضغط عليه لدفعه إلى اتخاذ خطوات أكثر مرونة من أجل تمريرها.

وأوضح الدجني، أن الفلسطينيين استطاعوا إفشال مخطط تمرير صفقة القرن في محاولة الولايات المتحدة رفع الفيتو عن المصالحة، وحولوا التهديد إلى فرصة عبر انتفاضة القدس، مشيرًا إلى أن هذه الفرصة لم تجد مكانًا عند الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي وهم يعملون على وأدها.

وبين أن هذه محاولة للضغط على الخط البراغماتي في حماس، فإما أن تتخذ خطوات أكثر براغماتية أو يتم حشرها في الزاوية، تمهيدًا لتنفيذ عملية عسكرية لو احتاج الأمر لتمرير الصفقة، موضحًا أن القرار قد ينعكس على خلاقات حماس الخارجية وتجريمها على المستوى الدولي.

واعتبر الدجني أن خطوة الولايات المتحدة تحمل رسالة غير مباشرة للرئيس محمود عباس بأن الإدارة الأمريكية تستطيع أن تعزل من تشاء عن الحركة الوطنية، وأن تمرر كل ما تريده.

وعن إدانة منظمة التحرير لإدراج اسم هنية ضمن قوائم الإرهاب، يرى الدجني أن فيها رسالة تدل على أنه رغم الانقسام الفلسطيني الداخلي إلا أن الفلسطينيين يتوحدون ضد التعنت الأمريكي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنه كان من الأولى أن يدين رئيس السلطة القرار.

ويعقب الكاتب السياسي طارق باقوني، على القرار قائلًا:" من الواضح أن الولايات المتحدة اتخذت هذه الخطوة؛ لمتابعة جهودها في الضغط على "حماس"، ولكن رغم ذلك فإن اختيارها هنية فيه غرابة؛ لأن هنية واحد من الزعماء المعتدلين؛ ولهذا فالأمر غير منطقي بعض الشيء".

وتابع:" الإدراج الأميركي، فضلاً عن الحدّ من قدرة هنية على السفر وجمع الأموال، يشكل ضغطاً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ لكي لا يتصالح مع "حماس"، لتبقى "محتاجة ومحاصرة.

أما إيلي ليك، الصحفي في وكالة بلومبيرغ الأميركية، يقول:" هناك سبب آخر لأهمية تسميةِ هنية؛ يتمثل في الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لن تدعم الجهود الرامية إلى مصالحة "حماس" و"فتح".

وأوضح بأن ترمب قد هدد بقطع المساعدات عن مناطق حكم عباس، فردَّ عباس في يناير/كانون الثاني 2018، بخطاب مضطرب أعلن فيه موت عملية السلام، والآن يعبر منسق مكافحة الإرهاب ناثان سيلز، بوضوح، عن أن الولايات المتحدة لن تشجع حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

ويأتي إدراج هنية ضمن هذه القائمة، ليرتفع عدد القادة الفلسطينيين المدرجين على "قائمة الإرهاب" إلى ثمانية، وكانت الخزانة الأميركية أدرجت محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام وفتحي حماد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وروحي مشتهى عضو المكتب السياسي لحماس ويحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، وأحمد الغندور القائد في كتائب القسام، ورمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وزياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي.

اخبار ذات صلة