قد يكون تعلم اللغة الإنجليزية مهمة صعبة على كثير من طلاب المدارس، وكثيرا ما شعر الأهل أنهم يواجهون مشكلة فعلية في تقبل أبناؤهم لتعلم لغة جديدة، وربما للباحثين عن حل حقيقي لهذه المشكلة سيجدونه في لعبة ورقية اسمها " كوبي" .
كوبي ليست مجرد لعبة عادية وإنما ابتكار تربوي ابتدعه فريق غزي مكون من المختصة باللغة الانجليزية أمل الجوجو وزميلها المختص بإدارة الأعمال رائد إبراهيم، حيث كانا يسعيان طوال الوقت إلى ابتكار طريقة تحبب تعليم اللغة الإنجليزية لأطفال المدارس فخرجا بلعبة تعليمة تسمى " كوبي" وهي اختصار cards of Playing & Interaction" " وتهدف إلى تقديم اللغة الإنجليزية بأسلوب مشوق جذاب محبب للأطفال.
المطلع على هذه اللعبة للوهلة الأولى يعتقد انها ابتكار لشركة عالمية لألعاب وكتب الأطفال، ولا يعتقد أنها مصنعة بأيدي غزية وبإمكانيات محلية بسيطة .
ليست مجرد لعبة
إحدى الأمهات اللواتي اقتنين اللعبة تقول:" من خلال تجربتي للعبة كوبي التي تحمل معنى التطور والإبداع للغة الانجليزية لدى الأطفال عن طريق اللعب والترفيه(..) فهي لعبة تستحق قيمتها المادية والمعنوية والتي تعمل على تطوير مهارات الطفل في اللغة الانجليزية عن طريق اللعب، ومن خلال تجربتي مع ابنتي اكتشفت أنها تحفظ الكلمات بطريقة سلسة وبسرعة لاعتمادها على فكرة اللعب".
وفي وصفها للعبة قالت إيمان الحاطوم مسؤولة العلاقات العامة والترويج عن المشروع أن اللعبة موجهة للفئة العمرية التي تبدأ من سن ست سنوات وهي عبارة عن صندوق يحتوي بطاقات لحروف اللغة الإنجليزية ويمكن أن يلعب بها طفلين أو أربعة وتقوم الفكرة على ترتيب الحروف والخروج بكلمة ذات معنى معين.
يأخذ الطفل الذي نجح في تكوين كلمة "نجمة" من أحد النجوم الموجودة في صندوق اللعب، وهي علامة على نجاحه في مرحلة من المراحل، وأكثر طفل مكون لعدد من الكلمات يكون الرابح، وهذا الترتيب يعطي الطفل القدرة على حفظ الكلمات بشكل أسرع وأكثر إمتاعا.
ويبدو الصندوق الذي يحوي أجزاء اللعبة مبتكرا ومصنعا بطريقة متقنة حيث يحوي أيضا ألواح كبيرة من الكرتون المقوى غير القابل للتلف، وتطوى هذه الألواح بشكل منظم داخل الصندوق والتي تعتبر خريطة للاعب تحوي أكبر عدد من الكلمات وجميعها متماشية مع منهاج اللغة الإنجليزية الفلسطيني.
ويقول رائد إبراهيم أحد أعضاء الفريق أن اللعبة تجذب الآباء أيضا ممن يحبون تعلم اللغة الإنجليزية لمساعدة أبنائهم، كما أننا أخذنا في الحسبان قبل تصنيع اللعبة الفروقات الفردية بين الأطفال، لأن الالواح المرفقة تعطيهم فرصة للبحث عن الكلمات المراد ترتيبها أثناء اللعب، وتلبي احتياج الأم والأب لمساعدة أبنائهم.
المطلع على اللعبة "كوبي" يجد دليل للكلمات من الصف الأول والثاني بطريقة أبجدية مرفق في صندوق اللعبة ومرتب بطريقة أبجدية وبألوان زاهية ولأن جودة صناعته جيدة جدا فإن اللعبة غير قابلة للتلف، كما أن الصندوق محكم الإغلاق.
واستغرق ثمانية شهور حتى وصل إلى تصميم سهل النقل والاستخدام وممتع وجذاب.
أفضل ابتكار
وتقول أمل الجوجو أحد أعضاء الفريق أنها قامت بعمل تجارب على طلاب المدارس لتصل إلى طريقة جذابة آخذة بالاعتبار حب الأطفال للمنافسة واللعب، والنفور من الروتين اليومي الذي تفرضه طرق التعليم في المدرسة.
وقابلت العديد من أولياء الأمور والمعلمين لأخذ آرائهم، واستغرق هذا من الفريق وقت طويل من التفكير للوصول لأفضل وأسهل فكرة، لدرجة أنهم أتلفوا عشر عينات مختلفة للوصول إلى الفكرة النهائية المناسبة، وقد وصل عدد التجارب على عينات الأطفال الى 32 تجربة قبل الوصول إلى الشكل النهائي.
تصنيع اللعبة كلها تمت في غزة، ووصلت الآن الى رام الله ، وحصل الفريق على ملكية فكرية على "كوبي".
وعن تفاعل المدارس مع اللعبة أوضح رائد إبراهيم أن الإقبال على اللعبة من قبل المدارس الحكومية أو مدارس وكالة الغوث لم يكن كإقبال المدارس الخاصة والعائلات المهتمة بتطوير قدرات اللغة الإنجليزية.
وبالعودة للجوجو المشاركة في صناعة "كوبي" تلفت النظر إلى أنها تقدمت بالفكرة قبل إنجازها لمسابقة " أنا ريادية " من منتدى تمكين سيدات الأعمال في رام الله وقد نافست مع 1200 فكرة أخرى حتى فازت وكانت" كوبي"، مؤكدة أن هذا الفوز كان دافعا لإتمام الفكرة وخروجها إلى النور .
ويطمح فريق "كوبي" أن تترجم هذه اللعبة إلى أكثر من ثلاث لغات كما أنه يهدف إلى إيصال فكرته للعالمية ويمكنه أن يقوم بتصميمها وفق أي منهاج في أي دولة أخرى، ويمكن أن تصنع في دول أخرى بتكلفة أقل لتباع بسعر أقل.