تأتي زيارة وفد حماس للقاهرة في ظل وضع معقد يعيشه قطاع غزة، وهو ما ألقى بظلاله على الزيارة وجعلها في عين الاهتمام الشعبي والإعلامي، خاصة وأن الوفد خرج برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.
مراقبون اعتبروا أن وفد حماس حمل معه أكثر من ملف للقاهرة أهمها المصالحة والأوضاع الأمنية في سيناء، موضحين أن مصر معنية بدور حمساوي في المرحلة الحالية في ظل حملة أمنية متواصلة ضد الجماعات التكفيرية.
الزيارة ومن جانب آخر تؤكد استمرار استقرار العلاقات الحمساوية المصرية، وبقاء التنسيق قائما بين الجانبين، فيما قد يزيد ذلك التنسيق خلال المرحلة القادمة.
حماس قالت في بيان لها إن الزيارة تأتي في إطار جهودها لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة وحل أزماته المختلفة، وسبل استكمال تنفيذ بنود اتفاق المصالحة، وحماية القضية الفلسطينية.
وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان إن وفد الحركة يضم عددا من القياديين، من أبرزهم أعضاء المكتب السياسي خليل الحية وروحي مشتهى وفتحي حماد، موضحا أن زيارة الوفد تأتي ضمن ترتيبات مسبقة.
وفي السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن الزيارة تحدث عنها الدكتور موسى أبو مرزوق قبل أسبوعين، فيما لم يكن موضوع الشمال مطروحا، مشيرا إلى أن الموضوع المطروح هو المصالحة وأضيف إليه الموضوع الأمني.
ويشير إلى أن الزيارة تؤكد أن العلاقة بين الطرفين أفضل وفيها قدر من الثبات الإيجابي والذي يستدعي رفع مستوى التنسيق بين الطرفين.
ويرى عوكل أن الوضع الأمني الصعب يدلل على أهمية الزيارة في هذا الوقت بالذات، مشيرا إلى أن خروج الوفد كان في اليوم الثاني للحملة في سيناء ومن الطبيعي أن ترتبط الزيارة بالملف الأمني.
وبحسب عوكل، فإن غزة لها دور إيجابي ومساعد في الحملة القائمة في سيناء، موضحا أن المصرين يعرفون أهمية هذا الدور بمنع تهريب أي أفراد للقطاع، ويدركون الحاجة لاستمراره.
ويبين أن الزيارة ترتب كذلك بالمصالحة الملف المطرح دائما في ظل مؤشرات على حراك مصري جديد متسند لما وصل إليه الحراك السابق.
بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن الزيارة ستشمل عدة ملفات وكل القضايا ستكون على جدول الأعمال في ظل تمثيل قيادي عالي من حماس، مشيرا إلى أن موضوع الحصار والمعاناة في القطاع والمصالحة ستكون محل نقاش في ظل تغير قيادة المخبرات.
وبين أن مصر معنية معينة بنقاش مختلف القضايا الأمنية والسياسية على الساحة الفلسطينية والإقليمية، معتبرا أن مصر عرابة لمشروع ترمب.
وحول دلالة خروج الوفد في ظل أوضاع صعبة وأمنية خطيرة في سيناء على أهمية الزيارة قال الصواف إن الموضوع الأمني في سيناء مبالغ فيه من قبل الجانب المصري، وجزء ما يجري هو معلوم من قبل الجيش المصري وبالتالي الزيارة لا تشكل أي خطورة على الوفد وإلا لما خرج.
في السياق مصدر مطلع من حركة حماس أكد "للرسالة" إن الزيارة متعلقة بشكل أساسي بالمصالحة وجاءت حسب أجندة متفق عليها مع مصر بعد توقيع اتفاق المصالحة، مشيرا إلى أن وفد فتحاوي سينضم للحوارات في القاهرة.
وبين أن الوفد ضم شخصيات فنية تتعلق بالمصالحة وهم محمد الرقب، وعبد السلام صيام، كما خلا من أي شخصيات أمنية ما يعني أن المواضيع السياسية مطروحة أكثر من الشق الأمني في الزيارة.
وتأتي زيارة وفد حماس لمصر بعد أيام من إدراج الولايات المتحدة إسماعيل هنية ضمن قوائم الإرهاب لديها
وتسلمت السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة على معابر القطاع وبينها معبر رفح في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وجاءت خطوة تسليم معابر قطاع غزة للسلطة الفلسطينية ضمن بنود اتفاق مصالحة وقعته حركتا حماس وفتح في القاهرة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017، لكن تطبيقه تعثر وسط خلافات بين الحركتين بخصوص بعض الملفات.