قائمة الموقع

"دراغمة" يتجول في "عين الساكوت" رغم حقول الألغام!

2018-02-12T06:26:11+02:00
​غزة- ياسمين عنبر

لم تخِف عبارة "احترس من الألغام" التي وضعت في منطقة "عين الساكوت" الشاب العشريني "يزيد دراغمة"، حيث يقضي إجازاته الأسبوعية والفصلية فيها برفقة أبيه المزارع.

على الحدود الفلسطينية مع الأردن دمر الاحتلال الإسرائيلي قرية عين الساكوت، وهجر أهلها عام 1967 بالإضافة إلى 32 قرية من قرى الأغوار الشمالية، وقبل سنوات سمح لأهلها بالتجول بها، لكن الوصول إليها لا يتم إلا بعد اجتياز "أربعة حقول ألغام".

سباحة المستوطنين في عين الساكوت، وحملهم لأسلحتهم وسيرهم بين الفلسطينيين الذي جاؤوا لزيارة القرية أكثر ما يستفز "دراغمة" أثناء رحلاته وجولاته فيها.

 يحكي لـ"الرسالة": "أسرح إلى عين الساكوت أنا ووالدي الذي هجر منها وفي كل تجول فيها أكتشف شيئًا جديدًا وأدرك جمالها الذي كان سببًا في سرقة الاحتلال لأراضيها".

في أرض قريبة جدًا يزرع "دراغمة" ووالده، بينما يبعدون أمترًا قليلة عن أرضهم المسروقة فيها، ويكمل: "فتح الاحتلال قبل أعوام طريقًا عسكريًا يسلكه المستوطنون للوصول إلى عين الساكوت، وذلك مكن أبي والمهجرين من زيارة القرية".

قصة هجرة أهالي "عين الساكوت" يرويها والد "دراغمة" له بحزن شديد، حيث قصة الشقيقين "أنور ونورا" اللذين قتلهما الطيران الإسرائيلي، وهما يسيران باتجاه بيتهما قبل يوم من تهجير أهل القرية.

فقد كانت نورا تحمل طبقاً نحاسياً فوق رأسها، حين رأى الطيار انعكاس الشمس فيه، فأطلق صاروخاً قتلهما! ويسترسل: "في اليوم التالي جاءت الدبابات، وأخرجوهم من القرية".

ملامح الفرح على والده لم ينسها "دراغمة" يوم الإعلان عن سماح الاحتلال لزيارة أهالي قرية عين الساكوت لها، يقول: "لم أر سعادة عل وجه أبي كمثل هذا اليوم الذي رافقته فيه".

يتساءل العشريني أثناء حديثه كيف لا يرى فرحًا بهذا الحجم على محيا والده، وهذه الزيارة روت عطش أبيه 43 عامًا بعد حرمانهم من الدخول إلى القرية!

سعادة والده وحب الأرض الذي انتقلت إليه من جينات والده دفع "دراغمة" إلى اصطحاب أصدقائه من أي قرية فلسطينية إلى "عين الساكوت" رغم القهر الذي يجده من استفزاز وتنغيص المستوطنين عليهم، ورغم "حقول الألغام التي تشكل خطرًا كبيرًا عليهم".

تدرك جمال القرية بمجرد قول "دراغمة" إن الاحتلال سارع ليقيم أول مستوطنة زراعية على أراضي الساكوت عام 1969، ويكمل: "الاحتلال أقام مستوطنة "ميحولا" مكان قرية الساكوت، مستوليًا على 30 ألف دونم من أراضي المنطقة، فيما ذهب جزء كبير من الأراضي لحقول الألغام التي زرعتها قوات الاحتلال على طول الحدود الأردنية".

وفي جولة "دراغمة" لـ"الرسالة" الذي تجاهل فيها ليس فحسب "حقل الألغام" بل الحدود أيضًا بين غزة والضفة، يقول: "عين الساكوت هو عين ماء عند رأس مصب واد المالح في نهر الأردن وبجانبها بركة ماء كبيرة تتجمع المياه فيها من ماء العين الذي يجري عبر قناة مغطاة بالقصب والأعشاب الطويلة".

وإلى الغرب من العين يوجد تل الساكوت الأثري الذي يحتوي على أساسات وحجارة متناثرة وقطع فخار متفاوتة عمراً وتاريخاً، وبالقرب من التل مقبرة إسلامية قديمة وقنوات مبنية من الحجارة، وإلى الشرق الشمالي من تل الساكوت يقع تل أبو السوس الأثري على مقربة من نهر الأردن.

سُميت بذلك لأن ماءها يخرج من الأرض إلى حوض العين بهدوء تام وبشكل ناعم من غير صوت، حتى أنك لا تدرك مخرجها بالضبط من الأرض إلى الحوض ولأجل ذلك قيل عنها عين ساكوت، يحكي "دراغمة".

وفي الموقع كانت قرية صغيرة مأهولة قبل العام 1967 وبلغ تعداد سكانها في إحصاء 1961 (140) نسمة، ويعتمدون على مياه العين ونهر الأردن في ريّ مزروعاتهم وسقاية مواشيهم، وهُدمت القرية ودمرت خزاناتها، وَدُمّر الموقع الأثرية والمقبرة الإسلامية وأنشأ الاحتلال على قمة التل الأثري خنادق دفاعية قبالة الحدود مع الأردن.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00