قال علماء سويديون إنهم توصلوا لاكتشاف يمنح أملاً جديداً لحماية الأطفال الخدّج من العمى الناجم عن الإصابة باعتلال الشبكية.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة "غوتنبرغ" السويدية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دوريةJAMA Ophthalmology لطب العيون، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
والأطفال الخُدج مصطلح يطلق على كل طفل يولد قبل الأسبوع 37 من الحمل، (الأطفالَ المبتسرين)، ويعانون من مشاكل صحية، بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لاكتمال نمو أعضائهم، ويحتاجون لرعاية طبية خاصة، حتى تتمكن أعضاؤهم العمل دون مساعدة خارجية.
ويصاب هؤلاء الأطفال بمرض اعتلال الشبكية، بسبب النمو غير المنظم للأوعية الدموية في شبكية العين، ما قد يؤدي إلى تندب وانفصال الشبكية، وقد يؤدي هذا المرض إلى العمى في الحالات الخطيرة.
ولمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذا المرض، قام فريق البحث بقياس مستويات حوالي 20 من الأحماض الدهنية المختلفة في الدم لدى 90 طفلاً ولدوا قبل 28 أسبوعاً من الحمل في مستشفى جامعة سالغرنسكا في غوتنبرغ بالسويد.
واكتشف الباحثون أن هناك صلة واضحة بين اعتلال الشبكية ونقص مستويات حمض الأراكيدونيك وهو أحد الأحماض الدهنية الموجودة في دم الأطفال.
وفاجأت النتيجة فريق البحث بقيادة البروفيسورة آن هلستروم، حيث ينتمي الأراكيدونيك إلى عائلة الأحماض الدهنية غير المشبعة أوميغا-6 التي ترتبط زيادة مستوياتها مع حدوث الالتهابات التي تفاقم أمراض القلب لدى البالغين.
لكن الفريق اكتشف أن هذا الحمض له وظيفة مغايرة تماماً لدى الأطفال الصغار، وإذا انخفضت مستوياته في الدم لدي الخدّج، فإن ذلك يزيد فرص إصابتهم باعتلال الشبكية.
وقالت آن هلستروم: "يبدو أن حمض الأراكيدونيك له أهمية خاصة خلال فترة الحمل بأكملها، لدوره في بناء كتلة الأغشية".
وأضافت: "إن المستويات المنخفضة من حمض الأراكيدونيك في دم الأم، لا تمد الأجنة بالنسب المناسبة من هذا الحمض، لذلك نعتقد أنه من المهم أن يتلقى الأطفال الخدج هذه الأحماض الدهنية كمكمل".
ويجري الفريق حالياً اختبارات جديدة على 210 من الخدّج في 3 مدن سويدية هي غوتنبرغ، لوند، وستوكهولم لاكتشاف تأثير مكملات الأحماض الدهنية عليهم.
وسيعطي الفريق الأطفال مزيداً من مكملات أوميغا-3 التي تلعب دوراً في بناء الأوعية الدموية والأنسجة العصبية، بالإضافة لحمض الأراكيدونيك.
وأشارت هلستروم إلى أن نتائج الدراسة قادت إلى توصيات جديدة تماماً، ووظيفة جديدة للأحماض الدهنية لم نكن نعرفها على الإطلاق، ويتوقع أن تكون مهمة لنمو الجنين.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقدر من 15 مليون طفل يولدون مبكراً، ويموت حوالي 1 مليون طفل سنوياً نتيجة مضاعفات الولادة المبكرة، فيما يواجه العديد منهم مشاكل الإعاقة في النمو على المدى الطويل.