اعتقلت السلطات المصرية، مساء الأربعاء، رئيس حزب مصر القوية، المرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح، وأفرجت عن 6 قيادات بارزة في حزبه بعد ساعات من اعتقالهم.
وأخلت نيابة أمن الدولة المصرية سبيل أعضاء المكتب السياسي لحزب "مصر القوية"، أحمد سالم، وأحمد إمام، وأحمد عبد الجواد، وعبد الرحمن هريدي، ومحمد عثمان، وتامر جيلاني، بعد اعتقالهم بواسطة أجهزة الأمن، مع استمرار احتجاز رئيس الحزب، عبد المنعم أبو الفتوح.
ويأتي اعتقال أبو الفتوح عقب أقل من أسبوع على اعتقال نائب رئيس الحزب، محمد القصاص، بعد إخفائه قسرياً لمدة يومين.
وبحسب مصادر قضائية، فإن أبو الفتوح سيمثل أمام نيابة أمن الدولة العليا، صباح الخميس، للتحقيق معه فيما نُسب إليه من الاتصال بجماعة الإخوان، والتحريض على قلب نظام الحكم، والتحريض ضد مؤسسات الدولة، على خلفية الحوار الذي أجراه أخيراً مع شبكة "الجزيرة" الإعلامية، وانتقد فيه إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للبلاد.
وفي منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن أبو الفتوح، اعتذاره عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، التي ستنطلق أولى جولاتها التصويتية في مارس/آذار القادم.
وقال، إنه في ظل هذه الظروف لن يكون بمقدوره خوض الانتخابات "أعتذر لمن طالبوني بالترشح".
وعقب اعتقال أبو الفتوح، سارعت النيابة العامة إلى إصدار قرار بضبط وإحضار رئيس حزب مصر القوية، بدعوى اتهامه على ذمة إحدى القضايا الخاصة بالاتصال بجماعة الإخوان، من دون كشف مزيد من التفاصيل، بعد ثلاثة أيام من إجرائه حواراً مع شبكة "الجزيرة" الإعلامية من العاصمة البريطانية لندن، انتقد فيه نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتقدم المحامي المدفوع من النظام الحاكم، سمير صبري، ببلاغ إلى النائب العام، اتهم فيه أبو الفتوح بـ"نشر أخبار كاذبة، والإساءة إلى رئيس الجمهورية، والتشكيك في أحكام القضاء، والإساءة إليه"، رداً على استنكار المرشح الرئاسي السابق "عصف السيسي ببقية المرشحين للانتخابات الرئاسية"، وإعلان رفضه "اختزال أي حاكم دولة والوطن في شخصه".
وأعلنت الصفحة الرسمية لحزب "مصر القوية" على موقع "فيسبوك"، اعتقال أبو الفتوح بعد مداهمة قوة أمنية لمنزله بمنطقة التجمع الخامس، العاصمة شرق القاهرة.
وكتب البرلماني المقرب من الأجهزة الاستخباراتية، مصطفى بكري، على حسابه الشخصي بموقع "تويتر": إن "النيابة العامة أمرت بالقبض على أبو الفتوح بعد وصوله في الثامنة من مساء أمس من لندن، على متن طائرة مصر للطيران، وعرض جواز سفره على جهاز الأمن الوطني، باعتباره من المدرجين على قوائم الترقب".
وأضاف بكري: "السلطات سمحت له بمغادرة المطار، واليوم قدم الأمن الوطني مذكرة موثقة بالتحريات والفيديوهات إلى النيابة العامة، التي أصدرت أمراً بالقبض عليه"، متابعاً "أجهزة الأمن تحركت إلى منزله، وألقت القبض عليه، بعد تفتيشه، والعثور على العديد من الدلائل التي تثبت إدانته، وعلاقته ببعض الخارجين على القانون، والمتآمرين على أمن البلاد"، بحد زعمه.
وكان أبو الفتوح قد اقترح، في لقاء مع قناة "الجزيرة مباشر"، الأحد الماضي، تكوين هيئة استشارية لإدارة مصر، مؤكداً أنه من الخطورة على الوطن أن يُدار بعقل واحد دون مشاركة من الآخرين، مؤكداً أن السيسي "لا خبرة له في إدارة الدولة، ولا تاريخ سياسي له، ويحكم بطريقة يا أحكمكم (المصريين) يا أقتلكم، وأحبسكم".
إلى ذلك، أفادت وزارة الداخلية المصرية، في بيان مقتضب، أن "أجهزة الأمن ألقت القبض على رئيس حزب مصر القوية، عبد المنعم أبو الفتوح، و6 من أعضاء المكتب السياسي للحزب، بتهمة الاتصال بتنظيم الإخوان المسلمين، والتحريض على قلب نظام الحكم، بناءً على إذن ضبط وإحضار صادر لهم من قبل نيابة أمن الدولة العليا".