ازداد الحديث مؤخرًا عن خطط ضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة وتأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على هذه الخطط، حيث عرضت وسائل إعلام عبرية خطط ضم طرحها اليمين الإسرائيلي المتطرف وفصلت طبيعة كل منها، مع العلم أن الخطط قدمها وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت واليهودي المتطرف يهودا غليك بالإضافة إلى خطة قدمها عضو الكنيست يوآف كيش وجميعها تقدم مقترحات ضم مستوطنات الضفة المحتلة.
ويعتبر المقترح الأول الذي عرضه وزير التعليم الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينيت الأكثر قبولا من قبل الحكومة الإسرائيلية، حيث يتحدث عن ضم المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية المحتلة، أي ما يشكل 60% من مساحتها، والتي يعيش فيها نحو 300 ألف فلسطيني، فيما يقطن المستوطنات في هذه المنطقة نحو 400 ألف مستوطن.
وتعتبر هذه الخطة هي الأقرب من الخطط الأخرى التي قدمت الى الكنيست، حيث عبر نتنياهو عن موافقته على خطة بينت في حال وجود مصادقة بالكنيست في الوقت الذي أقر فيه نتنياهو بأنه بدأ حواره فعليا مع الإدارة الأمريكية بخصوصها.
عماد أبو عواد المختص بالشأن الإسرائيلي شرح للرسالة بأن المخططات الإسرائيلية تبدأ باليسار الإسرائيلي الذي يشكل أربعة بالمائة من الجمهور الإسرائيلي والذي يقترح الانسحاب الكلي من الضفة والتيار الثاني الذي يجمع حزب العمل وحزب الحركة وحزب يوجد مستقبل والتي لها توجه للانسحاب من الضفة مع الحفاظ على التجمعات الاستيطانية الكبرى.
ويلفت عواد الى أن التيار الثالث وهو الأقوى والذي يشمل تيار بينت وعدد من أعضاء الليكود والذي يقترح الحفاظ على المستوطنات في الضفة الغربية وضمها لإسرائيل لتصبح مدنا إسرائيلية ينطبق عليها القانون الإسرائيلي.
ويتوافق عواد بأن هذه القرارات تأخذ 60 % من أراضي الضفة الغربية 12% أراضي مبنية و48 % ما بين طرق التفافية وطرق محيطة بالمستوطنات حتى أن خطط نفتالي بينت تطالب بضم سكان هذه المناطق الفلسطينيين وعددهم 100000 مواطن فلسطيني، بينما تقدر السلطة عددهم 200000، مشددا على أن إسرائيل تستطيع ضم مستوطناتها بدون ضم أراضي ومصادرة أراضي الضفة الغربية.
ويلفت عواد النظر إلى جرأة إسرائيل في طرح خططها في الفترة الأخيرة وذلك لما تراه حولها من قوى تدفعها لهذه الجرأة من عوامل خارجية وداخلية، فقرار ترامب أعطاها دفعة، وهرولة الدول العربية للتطبيع أعطاها دفعة.
كما أن هناك عوامل داخلية كما يضيف عواد قائلاً: "إن التيار اليميني الصهيوني متناغم مع أراء الحكومة والبيت اليهودي داعم لآراء نتنياهو رغم انه لا يملك سوى ثمانية مقاعد داخل الكنيست".
وفي الوقت الذي أكد فيه نتنياهو على مشاركة الإدارة الامريكية لمقترح بينت فإن الإدارة الأمريكية نفت هذه المعلومات جملة وتفصيلا، مؤكدة ضرورة توصل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى تسوية سياسية.
بدوره، يعلق خالد منصور المختص بقضايا الاستيطان على هذا الامر مؤكدا أن بينيت يطمح بالحصول على الحكم في إسرائيل لذلك فهو يقترح ما يعزز موقفه داخل الكنيسيت خصوصا بعدما أصبح نتنياهو أيلا للسقوط.
ويلفت منصور الى أن المجتمع الدولي لن يصمت تجاه أي خطة استيطانية جديدة وجوهر خطة بينيت يعني لا قدس ولا حق عودة ويتحدث عن أربعين بالمائة فقط المتبقية من أراضي الضفة التي تخضع للحكم الذاتي.
وينوه إلى أن الخطة ليست جديدة ومن سنوات سابقة وكثير من الاتجاهات الإسرائيلية تنشر كثيرا من الخطط التي تنادي بتهويد الضفة الغربية أو ضمها ويروجون لموافقة أمريكية وكل ذلك بتشجيع من ترامب الذي اعطاهم الضوء الأحمر للحديث ولتجرؤ على الطرح منذ اعلان اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.