قائمة الموقع

التضييق على أسرى حماس خطوة "إسرائيلية" لإجبارها على التفاوض

2018-02-20T14:24:21+02:00
من صفقة شاليط
غزة-محمد شاهين

تكتمت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، على ملف جنود الاحتلال الذين وقعوا بأسرها خلال الحرب على قطاع غزة عام 2014، رافضة الإفصاح عن أي معلومات عنهم دون أن يدفع الاحتلال ثمن مقابل ذلك.

وبالرغم من الضغوطات والعروض "الإسرائيلية" التي نقلتها وساطات عربية ودولية للكشف عن مصير الجنود لم تكترث حركة حماس لأي منها كونها لم تلبِّ شروطها الأساسية، ما دفع الاحتلال لاتباع أساليب ضغط على الحركة، لاسيما من خلال تشديد الحصار على قطاع غزة ومقايضة أي انفراجه بإفراج حماس عن معلومات عن الأسرى لديها.

وواصل الاحتلال مسلسل ضغطه على حركة حماس، بعد أن أصدر قراراً يمنع فيه زيارة أسرى حركة حماس من غزة لأبنائهم داخل السجون "الإسرائيلية" في 29 يونيو 2017، ثم ألحقه قرار أصدره الخميس الماضي يقضى بمنع زيارات عائلات من الضفة لأسرى من غزة.

وجاء القرار الأخير، إثر التماس قدمته عائلة الضابط الأسير في القطاع هدار غولدن للمحكمة العليا الإسرائيلية بطلب تشديد ظروف احتجاز أسرى حركة حماس، وينص القرار على شمل عائلات بالضفة المحتلة المحتجز أقرباؤهم من سكان غزة بالسجون الإسرائيلية بقرار منع الزيارة المطبق سابقًا على عوائل الأسرى بقطاع غزة.

ووفقاً للقرار فإن الحكومة "الإسرائيلية" تكون قد طبقت بشكل كبير قرارها بالأول من عام 2017، الذي ينص على التشديد على عناصر وعائلات حركة حماس لخلق روافع ضغط لغايات التفاوض على استعادة الجنود والإسرائيليين المحتجزين بغزة.

ويرى المختص في الشؤون الإسرائيلية أكرم عطاالله، أن مسلسل التضييق "الاسرائيلي" على أسرى حركة حماس يأتي في سياق محاربة الحركة على كافة الأصعدة سواء بمحاصرتها في قطاع غزة أو ملاحقة كوادرها بالضفة المحتلة، أو خنق أسراها القابعين خلف القضبان.

ويؤكد عطاالله "للرسالة"، أن التضييق على الأسرى مرتبط بملف جنود الاحتلال المأسورين لدى كتائب القسام في قطاع غزة، إذ تحاول "إسرائيل" أن تجبر أهالي الأسرى الممنوعين من زيارة أبنائهم في السجون على خلق قاعدة ضغط على حماس لإجبارها على الرضوخ لأي عرض أو وساطة دولية لعقد صفقة تبادل بأقل شروط ممكنة.

ويبين المختص في الشأن "الإسرائيلي"، أن التضييق على أسرى حماس يرفع جزءًا من الضغوطات التي تمارس على حكومة الاحتلال من قبل أهالي الجنود الأسرى لدى المقاومة، الذين يطالبون مراراً وتكراراً بتعجيل إنجاز صفقة التبادل، والضغط على حركة حماس وأسراها للإفراج عن أبنائهم أو كشف معلومات عن حالتهم سواء كانوا أحياء أو جثثا.

ويستبعد أن تجني مثل هذه الضغوطات أي ثمار للاحتلال بخصوص صفقة التبادل، إذ أن حماس أثبتت وفق التجربة السابقة بصفقة الأسير (جلعاط شليط) عام 2011، صرامة موقفها بعدم التنازل عن أي خيوط غير مرضية بهذا الملف مهما كان الثمن الذي تسعى "إسرائيل" تدفيعه للحركة.

ويتوقع عطاالله أن تلعب مصر دور الوسيط بهذا الملف خلال هذه الأيام في ظل تصعيد الاحتلال ضد أسرى حماس وتزامن تواجد وفد رفيع المستوى من حركة حماس برئاسة إسماعيل هينة في القاهرة، بحيث يعطي هذا ارهاصات لاقتراب صفقة تبادل أو التمهيد لها من خلال إفراج حركة حماس عن معلومات مقابل تنازلات إسرائيلية، وفق تقديره.

وسبق وعرضت كتائب القسام صور أربعة جنود "إسرائيليين"، يعتقد أنهم أسرى لديها، وعرف من بينهم الجنديان شاؤول أرون وهدار غولدن اللذان فقدا في الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة صيف عام 2014.

 

اخبار ذات صلة