تواصل القصف الدامي على الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تشهد محرقة جماعية للمدنيين خلفت خلال 48 ساعة مئات القتلى والجرحى وبثت الرعب، فيما تواجه المنطقة السيناريو نفسه الذي نفذه النظام السوري وروسيا في مدينة حلب أواخر 2016، وذلك وسط عجز تام للمجتمع الدولي عن وقف المجازر بحق المدنيين.
وقال مراسل الجزيرة إن عشرة مدنيين قتلوا وأصيب العشرات اليوم الأربعاء في قصف مدفعي وآخر لطائرات النظام السوري استهدف مدن الغوطة الشرقية وبلداتها، فيما أكد ناشطون مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصا في مدينة كفربطنا وحدها.
وأوضح المراسل أن القصف -الذي استخدمت فيه البراميل المتفجرة والصواريخ- تركز على مدن كفربطنا وحمورية ومنطقة المرج. وارتفعت حصيلة الضحايا المدنيين إلى 110 منذ أمس وإلى 270 منذ الأحد، وبين القتلى نحو ستين طفلا، وقال الدفاع المدني إن القصف استهدف مدارس ومنشآت طبية.
ويأتي هذا القصف في إطار حملة جوية ضارية تشنها الطائرات الروسية والسورية على جلّ بلدات الغوطة المحاصرة التي تضم نحو أربعمئة ألف شخص يعيشون في أوضاع شديدة السوء، فيما تتواتر تقارير عن حشود عسكرية تمهيدا لهجوم واسع على الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل أبرزها جيش الإسلام وفيلق الرحمن.
كما أنه يأتي في وقت تحدث فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن احتمال تطبيق سيناريو الحملة العسكرية على معاقل المعارضة في مدينة حلب، والتي قتل فيها آلاف المدنيين، وانتهت أواخر 2016 بتهجير السكان ومسلحي المعارضة.
كما أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا حذر من أن التصعيد في الغوطة قد يتحول إلى تكرار ما حدث في حلب التي كانت المعارضة المسلحة تسيطر على أحيائها الشرقية. يأتي ذلك فيما اكتفت الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة بالتعبير عن قلقها مما يجري في غوطة دمشق.
وفي مقابل تصاعد الحملة العسكرية من قبل النظام السوري وروسيا استنادا على ذرائع بينها وجود جبهة النصرة (المندمجة مع فصائل أخرى ضمن هيئة تحرير الشام)، واستهداف مسلحي المعارضة مناطق بدمشق؛ أكدت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية أنها لن تسمح بتكرار سيناريو حلب هناك.
وتحدثت وزارة الدفاع الروسية اليوم عن قصف المعارضة المسلحة "المركز الروسي للمصالحة" في دمشق انطلاقا من الغوطة الشرقية، وتحدثت عن سقوط ضحايا ليس بينهم روس.
وبالتزامن، قالت الخارجية السورية إن المسلحين في الغوطة يستهدفون دمشق ويستخدمون المدنيين هناك "دروعا بشرية"، وأضافت في شكوى للأمم المتحدة أن بعض المسؤولين الغربيين يرفضون ما وصفته بحق الحكومة في الدفاع عن نفسها.
من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري إن الفصائل المسلحة بالغوطة أطلقت أمس قذائف الهاون على دمشق مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 28، مضيفا أن الجيش السوري رد باستهداف مواقع المسلحين.