شهدت الغوطة الشرقية منذ انضمامها إلى ركب الثورة عام 2011 محنا ومآسي عديدة، وتعرضت وبشكل مستمر لحملات قتل وتهجير وقصف وحصار وتجويع وتدمير.
لكن الحملة العسكرية الأعنف هي التي استهدفتها في فبراير/شباط 2018، وأدت إلى مقتل وإصابة المئات، أغلبهم من النساء والأطفال، وخلفت دمارا واسعا في المدن والبلدات التابعة للغوطة.
فيما يلي إجابات على أبرز الأسئلة المتعلقة بالغوطة عامة، وبالحملة العسكرية التي بدأها النظام وحلفاؤه عليها منذ مطلع فبراير/شباط 2018 خاصة:
- أين تقع الغوطة الشرقية؟ ومن يعيش فيها؟
تقع الغوطة الشرقية على بعد 10 كيلومترات شرق العاصمة السورية دمشق، ويعيش فيها نحو 400 ألف مدني، نصفهم من الأطفال، والمعارضة المسلحة تدافع عن المنطقة ضد النظام.
- من هم المستهدفون من هجمات النظام؟
هجمات النظام والهجمات التي تشنها الطائرات الروسية من حين لآخر، أسفرت عن مقتل أكثر من 900 مدني في الفترة ما بين ديسمبر/كانون الأول 2017 وفبراير/شباط 2018.
- هل هناك أطفال ونساء بين القتلى المدنيين؟
من بين القتلى خلال هذه الفترة 185 طفلا و109 نساء.
- لماذا يسقط هذا العدد من الضحايا المدنيين بالغوطة الشرقية؟
بلغ عدد السكان المدنيين في قرى ومدن الغوطة الشرقية مع خروجها من سيطرة النظام نهاية عام 2013 نحو 800 ألف، ما لبثوا أن تقلصوا إلى النصف جراء قضم النظام للأراضي وسيطرته على مدن كبرى منها المليحة.
وتربط صحيفة إندبندنت البريطانية سقوط العدد الكبير من القتلى خلال الهجوم الأخير باستخدام قوات النظام البراميل المتفجرة التي تلقى من المروحيات والقصف المدفعي والصاروخي في وقت واحد، إضافة إلى مشاركة الطيران الروسي في الغارات الذي يستطيع السكان تمييزه من تحليقه على ارتفاعات شاهقة قبل القصف خلافا للطيران السوري.
- كيف يعيش سكان الغوطة الشرقية؟
يعيش سكان المنطقة في حصار منذ أكثر من خمسة أعوام، ومنذ بداية العام 2017 لا تدخل المنطقة مساعدات غذائية أو طبية كافية، فالرضع والأطفال والمرضى يموتون بسبب نقص التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية، حسب المنظمات الدولية والتقارير الصحيفة.
- ما هي الأسلحة المستخدمة في قتل سكان المنطقة؟
يستخدم النظام السوري -حسب مصادر متعددة- أسلحة متنوعة في حملاته ضد الغوطة منها الأسلحة الكيميائية، والبراميل المتفجرة، والقنابل الفراغية والعنقودية، والقنابل الخارقة للتحصينات، ومدافع الهاون.
- كم مرة استخدم النظام أسلحة كيميائية في الغوطة؟
هاجم النظام السوري الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية 46 مرة منذ بدء الحرب في البلاد. وقُتل في الهجوم الكيميائي الكبير الذي استهدف المنطقة من قبل النظام يوم 21 أغسطس/آب 2013، أكثر من 1400 مدني. وخلال بداية العام 2018 استخدم النظام، في ثلاث مناسبات، غاز الكلور السام.
- لماذا يشن النظام حملته على الغوطة الشرقية؟
تعتبر الغوطة الشرقية من أبرز المناطق السورية التي ما زالت تحت سيطرة المعارضة المسلحة. ورغم أنها مشمولة باتفاق خفض التصعيد منذ مايو/أيار 2017، يسعى النظام لاستعادة سيطرته عليها لقربها من العاصمة واتصالها بها عبر حي جوبر الذي يبعد كيلومترات قليلة عن ساحة العباسيين في قلب دمشق. ويقول مراسل الجزيرة في ريف دمشق إن مجموعات من فرق الاستطلاع الروسية وصلت إلى مناطق الغوطة الشرقية لاستخدامها في عمليات اقتحامها، وإن قوات النظام جلبت أسلحة روسية حديثة في المناطق المحيطة بالغوطة استعدادا لهجوم بري واسع.
أما الذريعة فهي وجود مقاتلين من جبهة النصرة غير المشمولة باتفاقات خفض التصعيد منتشرين في الغوطة. ويقول المتحدث باسم فيلق الإسلام وائل علوان في هذا الصدد إن المعارضة عرضت إخراج هؤلاء، وعددهم نحو 2400 مقاتل باتجاه محافظة إدلب، وحددت خريطة تحرك دقيقة لهؤلاء، إلا أن مركز المصالحات الروسي ومقره في حميميم، والنظام يماطلان في النظر بهذا العرض.
أما الجيش الروسي فأصدر بيانا جاء فيه أن المحادثات لحل الأزمة في الغوطة الشرقية السورية سلميا انهارت، وأن المسلحين هناك تجاهلوا الدعوات لوقف المقاومة وإلقاء السلاح.
- ما أهمية الغوطة الشرقية بالنسبة للأسد؟
قصر الأسد على مقربة من المنطقة، بحيث تسمع منه أصوات التفجيرات، وكذلك ترى منه أعمدة الدخان المتصاعد من المنطقة، ويريد من خلال ذلك إنهاء المقاومة داخل العاصمة بشكل كامل.
- ماذا تفعل الأمم المتحدة؟
نددت الأمم المتحدة وعدد من دول وقادة العالم بما يجري في الغوطة، لكنها لم تتخذ خطوات حاسمة لوقف المجازر التي تستهدف سكان الغوطة.
- هل تشمل اتفاقية أستانا الغوطة الشرقية؟
أعلنت روسيا وتركيا وإيران خلال مباحثات أستانا يومي 4 و5 مايو/أيار 2017 الغوطة الشرقية ضمن مناطق خفض التوتر، لكن ذلك لم يمنع النظام السوري من خرق وقف إطلاق النار في العديد من المناسبات.
- ما الحلول المطروحة لوقف الهجوم على الغوطة؟
طرحت الكويت والسويد على مجلس الأمن مشروع قرار لتحقيق هدنة إنسانية في الغوطة مدتها شهر تتيح إدخال المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين
وفي رد على ما يعتقد أنه مبادرة فرنسية لإخراج السكان المحاصرين إلى مناطق أخرى على غرار ما كان قد حصل في المعظمية وداريا ومناطق سورية أخرى، قال محمد علوش المسؤول السياسي لجيش الإسلام -أقوى الفصائل المسلحة في الغوطة- إنه يرفض أي مبادرة تفضي إلى إخراج سكان الغوطة من منازلهم.
المصدر : الجزيرة + وكالات,مواقع إلكترونية