تأخرت جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا التي كان يفترض أن تنطلق الساعة الثامنة مساء بتوقيت مكة المكرمة، وسط أنباء عن وجود تحفظات روسية على مشروع القرار الذي تقدمت به كل من الكويت والسويد ويطالب بوقف فوري للقتال في سوريا.
وقال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن المفاوضات تجري على قدم وساق في غرفة مجاورة لقاعة مجلس الأمن، مشيرا إلى أن القضية التي تعارضها روسيا تتعلق بالمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وأشار المراسل إلى أن السفراء في مجلس الأمن أعدوا كلمتين، إحداهما في حال تمرير مجلس الأمن مشروع القرار، والثانية إذا ما عرقلته روسيا بحق النقض (الفيتو)؛ وذلك لضبابية الموقف حتى الآن.
وأكد المراسل أن آخر مسودة لمشروع القرار بعد إجراء تعديلات عليه بطلب روسي، يحظى بدعم 14 دولة.
وأدت الخلافات بشأن صيغة مشروع القرار إلى تأجيل التصويت أكثر من مرة، حيث كان من المفترض أن يصوّت المجلس أمس على المشروع، لكنه أرجأ التصويت عليه إلى اليوم.
وحصلت الجزيرة على آخر مسودة لمشروع القرار الذي تضمن تعديلات تقضي باكتفاء القرار بمطالبة جميع الأطراف بوقف الأعمال القتالية دون تأجيل في عموم سوريا، بدلا من الصيغة الأصلية التي كانت تطالب بوقف القتال بعد 72 ساعة من اعتماد القرار.
وأكد دبلوماسيون في وقت سابق أن الإشكالية في الموقف الروسي الذي يريد ضمانات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية تتعلق بالوقف الكامل للمعونات العسكرية والتقنية للجماعات المسلحة داخل الغوطة الشرقية.
وقبيل الجلسة، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة نكي هيلي "اليوم سنرى بتصويت مجلس الأمن حول سوريا إن كان لدى موسكو ضمير".
وكانت المندوبة الأميركية انتقدت أمس بشدة الموقف الروسي في المشاورات التي أجراها مجلس الأمن بشأن مشروع القرار.
وقالت إنه أمر لا يمكن تصديقه أن تماطل روسيا في التصويت على وقف لإطلاق النار يسمح بالوصول الإنساني في سوريا.
كما أن ألمانيا وفرنسا كانتا ضمن الدول التي كثفت الضغوط على روسيا، إذ طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين بتأييد القرار.
بدوره، أكد منصور العتيبي رئيس مجلس الأمن الدولي مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة أن التصويت على مشروع قرار الهدنة سيجرى ظهر السبت بتوقيت نيويورك.
وأضاف "أعتقد أننا قريبون للغاية من الهدف، وسوف نعقد اجتماعا آخر للمجلس السبت للتصويت على مشروع القرار".
وكان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قال أمس إن الهجمات الأرضية والغارات الجوية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق تسببت في مقتل نحو أربعمئة شخص -بينهم نساء وأطفال- خلال الأيام الأربعة الماضية فقط، كما أدت إلى إصابة أكثر من ألف شخص.