تقف الشاعرة أمل أبو عاصي خلف أكوام الملابس في معرضها المؤقت الذي جرى افتتاحه لأيام في مدينة غزة، تنتظر الأسر الفقيرة لاستلام الملابس بعد جهد كبير بذلته في جمعها برفقة طاقم من الأدباء الذين انبروا لمد يد العون للفقراء.
ورغم الجهد الكبير الذي بذلته الشاعرة أمل وطاقمها في غسل الملابس وكيّها وعرضها للفقراء، إلا أن السعادة تغمرها وتتشجع لعمل المزيد من المعارض المشابهة.
مراسل "الرسالة" التقى أمل في معرضها الكائن بمدينة غزة، فتحدثت عن فكرة المعرض، مبينة أن طفلتها هديل بادرت بطرح الفكرة، ومضت تقول: "ابنتي استوحت الفكرة من أحد الكتاب الذي أقام معرض "جود من الموجود"، والذي كان مشابها تماما لمعرض "أدباء من أجلكم".
وتروي تفاصيل تطور الفكرة بعد اقتراحها على زملائها الأدباء، والتي سرعان ما أخذت رواجا وتشجع الجميع على تنفيذها.
وقالت: "رغم أن الوضع الاقتصادي صعب جدا على الجميع، إلا أننا بادرنا بتقديم الملابس حتى لو كانت المساهمة قليلة جدا".
وترفع أبو عاصي عبارة "لا فائدة لأقلامنا ما لم ننظر لحال المواطنين ونقف أمام مسؤولياتنا الاجتماعية"، في إشارة منها إلى أن الأدباء ليسوا بمعزل عن مساعدة الآخرين في أوقات الحاجة.
وتؤكد أن جميع من يقوم على المعرض وأعماله من جمع الملابس وغسلها وكيّها هم من الأدباء، مضيفة: "بمجرد أن نقلت الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي لاقت قبولا كبيرا من المواطنين وبدأوا بالتبرع بالملابس بكميات كبيرة".
وعن تفاصيل المبادرة، أوضحت أنهم يجمعون قطع الملابس من جميع مناطق قطاع غزة، مبينة أن بعضها مستعمل والآخر جديد، و"من ثم يتم تصنيفها بالحياكة والغسيل والكوي ووضعها في المعرض الذي يقدم عليه الفقراء"، وفق قولها.
وذكرت أن المبادرين جمعوا ما يقارب ألفي قطعة، ويبلغ نصيب العائلة الفقيرة الواحدة من (10 - 12) قطعة.
وعلى الزاوية الأخرى للمعرض، يقف مرزوق فياض -أحد القائمين على المشروع- ليؤكد أن مشاركته في المبادرة ترمي للتخفيف عن المواطنين الذين يعانون من ضيق الحال.
وقال مرزوق: "مشاركتي بدأت من خلال جمع الملابس من المواطنين المتبرعين ومن ثم البقاء في المعرض لترتيبها وتسليمها للفقراء".
ويأمل مرزوق أن يسير الجميع على نهج هذا العمل، وأن يقف كل انسان عند مسؤولياته وصولا إلى حال أفضل للمواطنين في غزة.
وفي قسم كوي الملابس تقف أم صهيب، تمر بالمكواة على الملابس وتعمل على تجهيزها، "هناك ملابس يتم غسلها بالمنازل وبعضها في محلات غسيل الملابس بالتعاون معهم في المشروع" تقول.
وأضافت: "يتم تعليق الملابس في المعرض بعد كيّها بانتظار العائلات المستورة لاستلامها، فالملابس تراعي جميع أفراد العائلة بأحجامهم المختلفة".
وذكرت أم صهيب أنه جرى ادراج أسماء العائلات المستورة بالتعاون مع القائمين كل حسب منطقته وحددنا لهم موعد للحضور إلى المعرض، مشيرة إلى أن اسم المعرض "أدباء من أجلكم 1"، وأن هناك نية لعمل معارض أخرى مشابهة، مؤكدة أن "المساهمة في العمل الخيري يعطي الإنسان دافعية نحو الاستمرار في الحياة، وأنه لابد من العمل سويا للنهوض بالمجتمع، وتجاوز الصعوبات، وأن نشعر ببعضنا في ظل الوضع المأساوي الذي نعيشه".
وتجدر الإشارة إلى أن معرض "أدباء من أجلكم" لم يكن النشاط الخيري الوحيد في ظل الوضع الذي يعيشه القطاع، حيث أطلق نشطاء في قطاع غزة حملة "سامح تؤجر" لمساعدة الفقراء.