قائمة الموقع

الشهيد الصياد "أخبروا أمي أنني في عُمق البحر بخير"!

2018-03-03T06:45:05+02:00
الشهيد الصياد
الرسالة - أمل حبيب

"أخبروا أمي أنني سأكون في عُمق البحر بخير"، لم يكن ذاك الأسمر فعليًا بخير، كانت الرصاصة قد اخترقت جسده تمامًا فنام نومته الأخيرة!

لون البحر الأزرق الداكن لا تدري إن كان غاضبًا على "الريس" الصغير الذي أصر أن يقضي أول ليلة له على متن القارب، فانتزعه جنديان على زورقهما الحربي قبل بزوغ الفجر!

اسماعيل أبو ريالة لم يكن اسمًا لصياد قتلته رصاصات المحتل الاسرائيلي فحسب، بل كان جزءًا من صوت ارتطام الموج، وأحدث ضجيجًا لأن جثمانه لم يعد!

الأولى هي الأخيرة!

أمام بيت إسماعيل 18 عامًا في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة، التقينا الناطق باسم عائلة أبو ريالة الذي فرغ غضبه بوصف ما حدث بالجريمة الموثقة بحق الإنسانية لأن نجلهم تم قتله في مكان عمله، ولم يتجاوز الحدود التي فرضها العدو الإسرائيلي. خيمة عزاء وقهوة سادة أمام صورة سلفي واحدة ظهر فيها إسماعيل مبتسمًا على طرف قاربه والخلفية زرقاء لاتحاد البحر والسماء دون فاصل بينهما!

"صالح محمد أبو ريالة والد الشهيد إسماعيل"، هكذا عرف عن نفسه "للرسالة" ثم قال: " طلب مني ينام في المركب مع الريس عادل، في كل مرة كنت أرفض، الا هذه المرة".

لم يتوقع والد الشهيد أن المرة الأولى هي الأخيرة، وأن هذه الموافقة قد تؤذيه بقية العمر، لاسيما بعد اتصال أحد أقربائه عليه " اللانش مليان دم"!

كان يهرب منا والد إسماعيل، من عدسة الكاميرا، كان يهرب لربما خوفًا أن تخذله دمعاته ويراها الجميع وهو يقول لنا "استشهد ابني وياريتني كنت معاه"!

مساء الأحد الماضي وصل الخبر باستشهاد نجله، حيث أبلغت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عائلة أبو ريالة في القطاع بذلك وأصيب زميلان له، قبل أن يمتد وجعهم بانتظار الجثمان!

طلبه الأخير أوصله مع صاحبه الذي يوازيه بالعمر، بعد أن طلب منه أن يرسل السلام لأمه، ويطلب منها طعامًا لليلة المبيت في البحر!

إسماعيل الذي أجمع معظم الشبان في خيمة عزائه أنه كان يخشى على ماتور القارب أكثر من خوفه على حياته، تعرض مع أبناء عمومته من الصيادين لمحاولات سابقة من اعتداء زواق الاحتلال الحربية عليهم، واعتقال بعضهم، وفي كل مرة كان يُلقي إسماعيل بنفسه فوق " ماتور" المركب ليحميه من الاتلاف!

لم يغضب البحر على ريسه الصغير إسماعيل فحسب، بل أضرب حدادًا على رحيله ليومين متتالين بعد اعلان نقابة الصيادين توقف العمل في البحر احتجاجًا على جريمة المحتل.

الجريمة مركبة، وبيت العزاء لايزال مفتوحًا، فجثمان ابنهم لم يصل بعد، فالاحتلال يتفنن في خلق العذابات واحتجاز الحضن الأخير لإسماعيل!

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00