قائمة الموقع

رجل الإمارات للتأثير على ترامب.. دعم لنتنياهو وفضائح مالية

2018-03-04T17:13:16+02:00
واشنطن - الرسالة نت

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تقول فيه إن فريق التحقيق الخاص، الذي يقوم به الخاص روبرت مولر، لم يعد مركزا على التحقيق الروسي، ليشمل التأثير الإماراتي على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتقول الصحيفة إن فريق المحقق الخاص روبرت مولر وسع تحقيقه ليشمل جورج نادر، رجل الأعمال اللبناني الأمريكي، الذي ظل يلعب على هامش الدبلوماسية الدولية لأكثر من ثلاثة عقود، حيث أجرى محادثات سرية مع السوريين خلال فترة بيل كلينتون، وأعاد تقديم نفسه من جديد بصفته مستشارا للحاكم الفعلي في الإمارات العربية المتحدة، ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن نادر هو الآن محل تركيز لتحقيق مولر، حيث قام فريق مولر خلال الأسابيع الماضية بالتحقيق مع نادر، وبحث عن شهود تشير إلى أن كانت الإمارات العربية المتحدة قد حاولت شراء التأثير السياسي، من خلال توجيه أموال لدعم حملة دونالد ترامب في عام 2016، وذلك بحسب أشخاص مطلعين على النقاشات.

وتذكر الصحيفة أن المحققين سألوا أيضا عن الدور الذي أداه نادر في سياسة البيت الأبيض، بحسب ما قاله هؤلاء الأشخاص، بشكل يشير إلى أن التحقيق الخاص الذي يقوم به مولر لم يعد مركزا على التحقيق الروسي، ليشمل التأثير الإماراتي على إدارة ترامب.

ويذهب التقرير إلى أن التركيز على نادر قد يقود إلى فحص الكيفية التي تدفقت فيها الأموال من مصادر مختلفة إلى واشنطن، وأثرت على إدارة ترامب، مشيرا إلى أن فحص النشاط الإماراتي جاء وسط دوامة من النشاطات التي قام بها مولر وفريقه في الفترة الماضية.

وتلفت الصحيفة إلى أن المحققين توصلوا في الشهر الماضي إلى اتفاق مع نائب حملة ترامب الانتخابية ريك غيتس، للتعاون في التحقيقات، ووجه الفريق تهما لـ 13 روسيا، تتعلق بنشاطات تهدف لبث الفرقة والفتنة داخل الولايات المتحدة قبل انتخابات عام 2016.

ويكشف التقرير عن مثال عن الصلات المؤثرة لنادر، التي لم يكشف عنها سابقا، وهي تلقيه خريف العام الماضي تقريرا مفصلا من أحد جامعي التبرعات لحملة ترامب إليوت برويدي، حول لقاء خاص مع الرئيس عقد في المكتب البيضاوي، مشيرا إلى أن برويدي يملك شركة تعهدات أمنية خاصة، ووقع عقودا بمئات الملايين مع الإمارات العربية المتحدة، وقدم لترامب بنوع من المبالغة القوات شبه العسكرية التي تقوم شركته ببنائها للبلد، وكان وراء محاولات "لوبي" لترتيب لقاء خاص "في مكان غير رسمي" مع القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية والحاكم الفعلي للبلاد الشيخ ابن زايد، ودعم سياسته المتشددة "الصقورية" في المنطقة، وعزل وزير الخارجية ريكس تيلرسون.

وحصلت "نيويورك تايمز" على نسخة من مذكرة برويدي، من شخص ناقد للسياسات الإماراتية في واشنطن، حيث أن ترامب تحالف مع الإماراتيين، وصادق على دعمهم القوي لولي العهد السعودي الجديد، ونهجهم الصدامي مع إيران وقطر، لافتة إلى أنه بالنسبة للدوحة، التي تستقبل أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، فإن ترامب وقف في دعمه لمحاصرتها على نقطة التضاد مع وزير خارجيته.

وبحسب التقرير، فإن نادر (58 عاما) قام بزيارات منتظمة للبيت الأبيض خلال الأشهر الأولى من تولي ترامب الرئاسة، والتقى مع مستشار ترامب السابق لشؤون الاستراتيجيات ستيفن بانون وجارد كوشنر؛ وذلك لمناقشة السياسة الأمريكية تجاه دول الخليج، وذلك قبل رحلة الرئيس ترامب إلى السعودية في أيار/ مايو، وتشير روايات إلى أن بانون كان الشخص الذي دفع لأن يحصل نادر على تصريح دخول إلى البيت الأبيض، فيما قال آخرون إن كوشنر دعم نادر.

وتقول الصحيفة إنه "في محاولة للاتصال مع نادر الشهر الماضي، فإنه قال إن لديه ضيوفا على العشاء، وسيتصل لاحقا، ولم يفعل، كما أنه لم يرد على الاتصالات معه خلال الأسابيع الماضية، وقال محاميه إنه لا يرد على مكالمات تطلب تعليقات، ولم يرد البيت الأبيض على التعليقات، فيما قال متحدث باسم برويدي إن المذكرة سرقت عبر عملية قرصنة متقنة، وأضاف: (لدينا أسباب للاعتقاد بأن عملية القرصنة تمت من خلال عملاء يعملون بشكل رسمي أو غير رسمي لصالح قطر، يحاولون معاقبة برويدي لمعارضته الشديدة الإرهاب المدعوم من الدولة)، مشيرا إلى أن برويدي قام باتهام قطر من خلال رسالة أرسلها إلى السفارة القطرية في واشنطن، ورفض سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة التعليق، وكان موقع (إكسيوس) كشف أول مرة عن التحقيق مع نادر".

وينوه التقرير إلى أن نادر كان شخصية مثيرة للجدل، حيث أصدر مجلة "ميدل إيست إنسايت"، وفتح أبوابها للعرب والإسرائيليين والإيرانيين؛ ليعبروا عن آرائهم، وفي الذكرى الخامسة عشرة على صدور المجلة في عام 1996 مدح عضو في الكونغرس نادر، ووصفه بـ"الخبير العالم بالمنطقة"، مشيرا إلى أن المجلة استقبلت آراء الرئيس المصري حسني مبارك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.

وتنقل الصحيفة عن الدبلوماسي الأمريكي السابق فردريك هوف، الذي تعرف على نادر، قوله: "دائما ما جعلني أشعر أنه رجل يريد أن يكون في عين العاصفة لإنجاز الأمور"، حيث أقنع نادر في نهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي إدارة كلينتون، بأن لديه اتصالات مهمة مع الحكومة السورية، وبدأ مهمة سرية لتحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، وعمل مع صاحب شركة مواد التجميل الأمريكي والمتبرع للقضايا اليهودية رونالد أس لودر، وبدأ رحلات مكوكية بين دمشق والقدس في محاولة لعقد هدنة.

ويورد التقرير نقلا عن السفير الأمريكي السابق في إسرائيل مارتن إندك، قوله: "كان في التسعينيات من القرن الماضي ناشطا فعالا تحت الرادار في العملية السلمية.. لكنه اختفى بعد ذلك"، حيث اختفى من المشهد العام في واشنطن، وتوقفت مجلته عن الصدور عام 2002.

وتشير الصحيفة إلى أن "نادر قضى معظم وقته -على ما يبدو- في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في الشرق الأوسط، وذلك بعد غزو العراق عام 2003، وطور علاقات قوية مع فريق الأمن القومي لجورج دبليو بوش، واستعان مؤسس بلاكووتر (واسمها الآن أكاديمي) إريك برنس، بنادر في مرحلة معينة، للمساعدة في الحصول على أعمال في العراق، وقال برنس في شهادة قدمها كجزء من دعوى قضائية عام 2010، إن نادر هو (مستشار تطوير احتفظنا به في العراق؛ لأن الشركة كانت تبحث عن عقود مع الحكومة العراقية، ولم يستطع نادر تحقيق عقود مع الحكومة العراقية، ولم يتعامل مع مسؤولي الشركة البارزين مباشرة.. وعمل جورج لصالحه)".

ويفيد التقرير بأن نادر حاول في بداية عهد باراك أوباما استثمار علاقاته مع الحكومة السورية، للوصول إلى مسؤولي إدارة أوباما البارزين، والحصول في الوقت ذاته على عقود تجارية مع مستشاري جورج دبليو بوش السابقين، منوها إلى أنه مع بداية حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، فإنه أصبح مستشارا لولي العهد الإماراتي ابن زايد، وبحسب أشخاص مطلعين على طبيعة العلاقة، فإنه مع تنصيب ترامب رئيسا فإن نادر أصبح على علاقة مع برويدي، جامع التبرعات لحملة ترامب والمستثمر الذي يعمل من كاليفورنيا، وبمصالح تجارية قوية في الشرق الأوسط.

وتلفت الصحيفة إلى أن شركة الأمن التي يديرها برويدي "سيريسنيوس" تقدم خدماتها لوكالات الولايات المتحدة والحكومات الأجنبية، وبناء على موقعها فإن الشركة تصف طبيعة الخدمات بأنها توظف أفرادا من أنحاء العالم كله لحماية الأفراد والمنشآت في مناطق معادية وقاسية، وتنظيم عمليات قوات خاصة، وتدريب وحماية البنى التحتية.

ويذكر التقرير أن برويدي (60 عاما) واجه متاعب قانونية تتعلق بدفع أموال لمسؤول سياسي، ففي عام 2009 اعترف بجريمة مخالفة، وبأنه قدم مليون دولار على شكل هدايا غير قانونية لسلطة التقاعد في ولاية نيويورك، بما في ذلك رحلات، وأموال نقدية، واستثمار سري في فيلم اسمه "تشوش"، الذي أنتجه شقيق المسؤول، حيث وافقت السلطة مقابل هذه الهدايا على دعم استثمار بقيمة 250 مليون دولار مع شركة استثمار إسرائيلية أنشأها برويدي، وسدد لاحقا 18 مليون دولار رسوما لسلطة التقاعد. 

وبحسب الصحيفة، فإنه بعد تنصيب ترامب أصبح نادر صديقا  لبرويدي وقدمه للشيخ محمد بن زايد، ووقعت شركته لاحقا عقدا بمئات الملايين من الدولارات مع الإمارات، وفي حلول 6 تشرين الأول/ أكتوبر أصبح برويدي مقربا من ابن زايد ونادر، حيث أرسل مذكرة مفصلة إلى بريد إلكتروني مشفر يستخدمه نادر، يذكر فيه لقاءه مع ترامب في المكتب البيضاوي ودفاعه عن الإمارات.

وينقل التقرير عن حليف للبيت الأبيض شارك في مناقشة واحدة من المبادرات، وهي إنشاء قوة مهام خاصة لمكافحة الإرهاب، قوله إن برويدي أرسل المذكرة من أجل التعرف على رأي ابن زايد، وأضاف هذا الشخص أن برويدي كان يعتقد أن إنشاء وحدة مهام خاصة سيخدم الأمن الأمريكي، مشيرا إلى أنه بحسب المذكرة، فإن برويدي ضغط على ترامب للقاء ابن زايد بشكل خاص وبطريقة غير رسمية.

وتكشف الصحيفة عن أنه جاء في المذكرة: "قلت إن (أم بي زيد) مستعد للحضور إلى الولايات المتحدة حالا، ويفضل مكانا هادئا في نيويورك أو نيوجرسي.. وقد وافق الرئيس ترامب على فكرة لقاء (أم بي زيد) وبأنها جيدة"، وكتب برويدي في المذكرة أنه تحدث لمستشار الأمن القومي الجنرال أتش آر ماكماستر، قائلا إن ولي العهد يفضل "لقاء وجها لوجه مع الرئيس في مكان غير رسمي"، إلا أن مستشار الأمن القومي رفض: "الجنرال ماكماستر ابتسم، وقال إن رؤساء الدول يلتقون في البيت الأبيض.. وهذا ما يمليه البروتوكول".

ويبين التقرير أن برويدي ذكر في مذكرته حديثه للرئيس ترامب عن لقاء عقده مع ولي العهد الإماراتي، ونقاشه عملا لشركته، وشرح "الخطة المثيرة لـ(أم بي زيد)، وهي بناء قوة مكافحة إرهاب"، التي قال برويدي إنها "مستوحاة" من خطابه في الرياض.

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن برويدي كان ناقدا شديدا لجارة الإمارات وعدوتها قطر، وعندما سأله ترامب عن تيلرسون، الذي انتقد عزل قطر، فإنه قال إنه يجب عزله "أداء ريكس أصبح ضعيفا"، بحسب ما جاء في المذكرة، وبين النقاش تحدث برويدي عن أمور تتعلق بالدولة، وناقشا عددا من المواضيع، منها جمع التبرعات لحملة الانتخابات النصفية، وشؤون الدولة، واللجنة القومية للحزب الجمهوري.

اخبار ذات صلة