قائمة الموقع

" سُكر" ليست حبيبات بيضاء بل صوف تغزله "رواء"

2018-03-06T08:18:40+02:00
صورة
غزة-تسنيم أبو محسن

في ركن صغير من بيتها الواسع، تعيش "رواء حجازي" - 25 عاما- مع سكاكرها التي صنعتها يداها، حكايتها بدأت في مساحة لا تتعدى الأربعة أمتار، فهي بأحد جوانب غرفتها المتواضعة تحتضن كرات الصوف وصنارة الغزل، لتصنع لنفسها عالماً خاصا لا يشبه كل ما حولها.

تروي "حجازي" فناً وإبداعاً عن الرسم الذي عشقته منذ نعومة أظفارها، فهي اتخذت من التعليم الذاتي وسيلة لانشاء مشروعها دون تلقي أي دورة مطلقاً، عدا عن تشجيع أفراد عائلتها الذين كانوا يرون شعاع الإبداع في عينيها حينما كانت صغيرة كما تقول "للرسالة".

تركت الشابة كل شيء من أجل تحقيق شغفها ومضت قُدماً في كلية الفنون بجامعة الأقصى، ذلك المكان الذي شهد صَقل خطوات الفنان في شخصها، فليس وحده الرسم ما تتقنه بل تبرع في صناعة الكروشيه تماماً كأُمِها، فقد بدأت تلك الجينات تُزهر عند ربيعها الثاني عشر كما تحكي.

وتتمتع "حجازي" بروح المبادرة، إذ بعد تخرجها لم تحصل على فرصة عمل، فصنعت دمى الكروشيه بأشكال جديدة وجذابة، على شكل أشخاص، تقول: "تواصل معي الكثير من الناس عن طريق صورة لهم يريدون أن يقتنوا دمية مثلها، وكنت أطبق ما يطلبونه".

وتتابع قولها وهي تحيك دمية صغيرة: "بعد كثرة الطلبات دشنت صفحة عل فيسبوك اسميتها "سكر" لجذب المتابعين، وعرض ما أغزله من صوف حتى يتشجع الناس ويطلبون صناعة ما يروق لهم".

وتطمح "حجازي" في إنشاء شركة خاصة بها لصناعة الكروشيه لكن الحصار وقطع الكهرباء حال دون تحقيق حلمها، فهي تقوم بحياكة ملابس الدمية على الماكينة الخاصة بها، كما تواجه صعوبات في عدم توفر مواد خام.

وتحكي "حجازي" أنها تستخدم الصوف والصنارة والفايبر وشعر العرائس والقماش في صناعة الدمية.

وتوضح أن السكاكر التي تغزلها يداها هي مصدر دخلها الوحيد بعد تخرجها، واصفة شعورها حينما أمسكت الصنارة لأول مرة بالفخر كونها وصلت لتلقي طلبات من دول كثيرة حتى وصلت "سكاكرها" إلى الضفة الغربية ثم فرنسا وحالياً أجهز دمية جديدة لإيصالها إلى الأردن عن طريق مكتب في غزة.

أوقفت حجازي في الفترة الأخيرة الطلبات على الدمى، فالدمية الواحدة تحتاج إلى أسبوع عمل متواصل لإنجازها فرغم أنه متعِب إلا أنها تحبه كثيراً، تقول:" إقبال الناس على "سكر" يشجعها كثيراً في القيام بتطوير موهبتها لأن الأشياء الجميلة والمبتكرة تثير فضول الجمهور".

وعن شعورها عند بيع أحد السكاكر، فهي تفخر بنفسها رغم احساسها بالفقد والحنين لكل قطعة تبيعها كونها صنعتها بروحها وعاشت معها تفاصيل كثيرة من حياتها اليومية.

 الفنانة "حجازي" ليست قصة نجاح عادية كما ترى نفسها فهي تخطت الظروف السيئة التي تحيطها وصنعت مشروعها بأبسط الامكانيات بدلا من أن تكون في عداد البطالة، فهي تردد دوما مقولتها" إن لم تجد وظيفة بإمكانك أن تكون مدير نفسك ".

اخبار ذات صلة