أفاد مراسل الجزيرة بمقتل تسعة أشخاص في غارات جوية على بلدة جسرين بـالغوطة الشرقية اليوم الثلاثاء، وذلك عقب يوم دام سقط فيه 88 مدنيا في غارات وقصف القوات السورية والقوات الروسية، وسط تأكيد جماعة معارضة سورية أن موسكو تسعى لتهجير أبناء المدينة المحاصرة.
وقال مراسل الجزيرة جلال سليمان من ريف حمص إن الطائرات الحربية الروسية تواصل قصفها لمدن وبلدات الغوطة الشرقية، وتخرق الهدنة بغاراتها على بلدات حمورية وبيت سوا والأشعري وجسرين.
وذكر المراسل أن حصيلة القتلى لهذا اليوم لا تزال أولية بحسب فرق الدفاع المدني التي تواصل انتشال مزيد من الضحايا من تحت الأنقاض، في حين تتواصل الغارات الجوية مع محاولات قوات النظام التقدم نحو قوات المعارضة والاقتراب من محاصرتها بمدينة حرستا، التي تؤكد استمرار معارك الكر والفر.
أما فيما يخص الجانب الإنساني فقد ذكر سليمان أن معظم السكان يعيشون في الملاجئ بسبب القصف العنيف المتواصل والعنيف.
من جهة أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن وفد الأمم المتحدة المرافق لقافلة المساعدات التي دخلت الغوطة انسحب على عجل، وإن تسع شاحنات خرجت قبل إفراغ حمولتها بسبب تجدد الغارات الروسية والقصف السوري على الغوطة.
من جهته، أفاد الدفاع المدني السوري بأن قوات النظام قصفت ليلة أمس بلدة حمورية في غوطة دمشق الشرقية بغاز الكلور السام، مما أدى إلى إصابة ثلاثين شخصا بحالات اختناق.
وجاء في بيان نشره عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي أن فرق الإنقاذ في الدفاع المدني تمكنت من إجلاء 30 مدنيا مصابين بحالات اختناق، جُلهم من النساء والأطفال، جراء هجوم لقوات النظام السوري بغاز الكلور على الأحياء السكنية في المدينة.
وسبق أن استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد غازات سامة في الغوطة الشرقية في 25 فبراير/شباط الماضي، بُعيد قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف إطلاق النار، مما أدى إلى تأثر 16 مدنيا بالغاز، وفق مصادر محلية وحقوقية.
وفي تطورات متصلة، قال الإعلام الحربي الموالي لحزب الله إن قوات النظام تمكنت من السيطرة على بلدة المحمدية في الغوطة الشرقية وذلك بعد معارك مع المعارضة السورية المسلحة في المنطقة.
وأضاف أن قوات النظام تقدمت في مواقع عدة شرق حرستا لتصبح على بعد كيلو متر واحد من إطباق الحصار على مواقع سيطرة المعارضة في حرستا.
كما أعلنت مواقع موالية للنظام مقتل عدد من قوات النظام في المعارك بينهم مقاتلة تشارك ضمن المليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام.
من جانبها، قالت مصادر في المعارضة إن قوات النظام سيطرت على بعض الأبنية والمساحات الزراعية في بلدة المحمدية، نافية سيطرة النظام على البلدة بشكل كامل، في حين تستمر الاشتباكات في محيط المنطقة.
في سياق متصل، اتهمت جماعة فيلق الرحمن السورية المعارضة روسيا بالسعي لإجبار سكان الغوطة الشرقية المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة على النزوح، وذلك بعد أن عرضت موسكو على مقاتلي المعارضة وعائلاتهم الخروج الآمن من المنطقة.
وقال وائل علوان المتحدث باسم الجماعة لوكالة رويترز اليوم الثلاثاء إن موسكو تصر على التصعيد العسكري وتفرض التهجير القسري.
يأتي ذلك بينما عرضت روسيا على مسلحي الغوطة الشرقية "خروجا آمنا" لهم ولذويهم من المنطقة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وجاء في العرض الذي قدمه المتحدث باسم قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا ألكسندر إيفانوف "أقول للمسلحين غير الشرعيين في الغوطة الشرقية إذا كنتم لا تريدون الإفراج عن المدنيين من مناطق سيطرتكم، نحن مستعدون لضمان خروجكم وعوائلكم بشكل آمن من الغوطة الشرقية".
وأضاف "سنوفر وسائل نقل بالعدد المطلوب لهذا الغرض، وسنقدم الحماية على طول الطريق للوصول بأمان".