واصل الطيران الحربي للنظام السوري وروسيا خرق هدنة الساعات الخمس في الغوطة الشرقية لليوم الثامن على التوالي، بينما عرضت موسكو على مقاتلي المعارضة السورية الخروج الآمن من الغوطة، ضمن اتفاق يدفع المعارضة للتخلي عن آخر معقلها قرب العاصمة دمشق.
وقال مراسل الجزيرة إن عشرة مدنيين قُـتلوا اليوم الثلاثاء وأصيب عشرات آخرون في قصف روسي وسوري على مدن وبلدات في غوطة دمشق خلال فترة الهدنة الروسية.
ونقل المراسل عن مصادر في المعارضة المسلحة أن قوات النظام سيطرت على أجزاء من بلدة المحمدية، كما أفاد بأن طائرات روسية تقصف مدينة حمّـورية بصواريخ ارتجاجية خلال فترة الهدنة.
وذكر أن حصيلة القتلى لهذا اليوم لا تزال أولية بحسب فرق الدفاع المدني التي تواصل انتشال مزيد من الضحايا من تحت الأنقاض.
وتتواصل الغارات الجوية مع محاولات قوات النظام التقدم نحو قوات المعارضة والاقتراب من محاصرتها في مدينة حرستا، بينما تؤكد المعارضة استمرار معارك الكر والفر.
خروج آمن
في غضون ذلك، عرض الجيش الروسي على مقاتلي المعارضة السورية الخروج من الغوطة مع أسرهم وأسلحتهم الشخصية عبر ممر آمن.
ولم يحدد الاقتراح الروسي إلى أين سيذهب مقاتلو المعارضة، لكنه يعيد إلى الأذهان اتفاقات سابقة وافق بموجبها المقاتلون على التخلي عن أراض مقابل الخروج بسلام إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود التركية.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن وائل علوان إن روسيا تخالف قرار مجلس الأمن وتصر على التصعيد العسكري لفرض التهجير على سكان الغوطة، وهو ما وصفه بأنه جريمة.
عمليات الإغاثة
على الصعيد الإنساني، نفت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إنجي صدقي تعليق مهامها الإنسانية في الغوطة، وقالت إن اللجنة مستمرة في عملياتها.
وأعربت المتحدثة عن الأمل في أن تتمكن من إدخال مزيد من المساعدات قريبا، مشيرة إلى أن عدم القدرة على تفريغ بعض المساعدات أمس يرجع إلى الوضع الأمني.
من جهتها، قالت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة إن بعض الأسر في الغوطة الشرقية تعيش في مخابئ تحت الأرض منذ أربعة أسابيع.
وفيسياق ذي صلة، قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة في سوريا إن حصار الغوطة الشرقية اتسم بالاستخفاف بقواعد الحرب، داعية في مؤتمر صحفي عقدته بجنيف إلى محاسبة منتهكي حقوق الإنسان في سوريا.
وتعتقد الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف شخص محاصرون في الغوطة الشرقية التي كادت تنفد فيها إمدادات الغذاء والدواء حتى قبل أن يبدأ الهجوم بضربات جوية مكثفة قبل أسبوعين.
وتواصل دمشق وموسكو الحملة العسكرية رغم دعوة مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار، وبررتا ذلك بأن مقاتلي المعارضة في المنطقة أعضاء في جماعات "إرهابية" محظورة لا تشملها الهدنة.