قائمة الموقع

أمهات الأسيرات يغرسن شجرة لكل أسيرة

2018-03-08T06:37:04+02:00
شجرة لكل أسيرة
الرسالة-ياسمين عنبر

في ساحة مدرسة الأيتام بالعيزرية، اجتمعت أمهات الأسيرات وذووهن لافتتاح حديقة الورود لأسيرات الحرية، بغرس شجرة لكل واحدة منهن، وبداخلها وردة، بواقع 60 شجرة على شرف الثامن من آذار الذي يوافق يوم المرأة العالمي.

والدة الأسيرة نورهان عواد كانت واحدة من اللواتي شاركن في هذه الفعالية، وقلبها يرنو إلى الشجرة التي ستغرسها لها يوم حريتها.

فحسرة كبيرة تسكن نفسها وهي ترى عمر ابنتها يمضي خلف أسوار السجن، بحقوق مفقودة، إذ حكم عليها 13 سنة ونصف، عدا عن الرصاصات التي تستقر في جسدها "في الفخذ الأيسر والبطن" ولم تسمح لها إدارة السجن بإجراء عملية جراحية لإخراجها مكتفية بمسكنات للألم فقط!

تدرك والدة الأسيرة نورهان أن مثل هذه النشاطات تمثل رسالة دعم ومحبة للأسيرات اللواتي قدمن الغالي والنفيس فداء للوطن والحرية، في ظل ما يمارس بحقهن من قسوة في سجون الاحتلال.

صهيب (9 أعوام) ابن الأسيرة الجريحة إسراء الجعابيص، كان من المشاركين أيضًا في افتتاح هذه الحديقة، وهو يرتدي كنزة رسم عليها صورة أمه يحيط وجهها علم فلسطين.

وتأتي هذه الفعالية في ظل الهجمة الشرسة التي يقودها الاحتلال تجاه القدس بسكانها وأرضها وأماكن العبادة فيها، عدا عن كثرة تعرض المقدسيين للاعتقالات اليومية والمستمرة، ومعاناة الأسرى والأسيرات وعذاباتهم في السجون.

إضافة إلى حالة الاستهداف المتزايدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي للمرأة الفلسطينية والمقدسية تحديداً، وما يتعرضن له من انتهاكات صارخة بشكل يومي، في ظل الصمت العالمي الواضح تجاه سطوة الظلم الإسرائيلية للفلسطينيين وحقوقهم المشروعة والمكفولة.

وفي كلمة له وقت الافتتاح، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن هذه الفعالية هي رسالة وفاء للأسيرات الفلسطينيات القابعات في سجون الاحتلال، وتأتي كتضامن مع التضحيات الكبرى التي قدمنها في سبيل حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله، إضافة إلى أن افتتاح هذه الحديقة رسالة للإسرائيليين وللعالم أجمع بأننا شعب جميل يحب الحياة والحرية ويزرع الأمل والحب ولا يتنازل عن حقه في الاستقلال وإقامة الدولة.

وأكد قراقع على أنه على مر الأزمان فقد سطرت المرأة الفلسطينية بطولات عظيمة ومواقف خالدة أدهشت الاحتلال الإسرائيلي، وأثبتت الجدارة والكفاءة والقدرة على العطاء والصبر والصمود بما يفوق قدرة الرجال.

وفي نهاية كلمته وجه قراقع تحية لكل الأسيرات بمناسبة الثامن من آذار، متمنيًا الحرية القريبة لهن، وانتهاء المعاناة المضاعفة التي يدفعنها في أقبية الظلم الإسرائيلية.

وبحسب تقرير أصدرته هيئة وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة عبر ممثلها عبد الناصر فروانة، أنه سجلت 15 ألف حالة اعتقال في صفوف الفلسطينيات منذ 1967، في ظروف لم تميز بها سلطات الاحتلال يومًا في قسوة معاملتها بين الذكور والإناث أو الصغار والكبار.

ويضيف "فروانة": "سلطات الاحتلال صعدت من استهدافها للإناث، على اختلاف أعمارهن، خلال السنوات القليلة الماضية، ووسعت من حملاتها واعتقالاتها التعسفية واحتجازها العشوائي للفتيات والنساء".

وأوضح أن أساليب الاعتقال التي تتبعها سلطات الاحتلال ضد النساء لا تختلف عن أساليب اعتقال الرجال، من حيث طبيعتها وتوقيتها وأيضًا شدتها وقسوتها، فهن غالبًا ما يعتقلن من البيت وبعد منتصف الليل، ويتعرضن للضرب والإهانة والمعاملة القاسية في طريقهن للسجن، ومن ثم يقاسين في مراكز التوقيف من التعذيب الجسدي والنفسي، وكثير منهن يتعرضن للعزل الانفرادي، في زنازين ضيقة ومعتمة وقذرة.

وتعاني 60 أسيرة في سجون الاحتلال ما بين جريحة وقاصر ونساء كبار وفتيات، أقسى ظروف الاعتقال موزعات على سجني الهشارون والدامون.

اخبار ذات صلة