واصل الطيران الروسي والسوري حصد أرواح المدنيين في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، وسط محاولات قوات النظام التقدم على الأرض تحت غطاء القصف، مما منع قافلة المساعدات الإنسانية من الوصول إلى السكان المنكوبين.
وقال مراسل الجزيرة إن 13 مدنيا قتلوا وأصيب العشرات في قصف الطيران السوري والروسي على الغوطة اليوم الخميس، في حين ذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن عدد القتلى وصل إلى 19، معظمهم في بلدة زملكا.
في غضون ذلك، أعلن الإعلام الحربي التابع لقوات النظام أنها باتت تسيطر على نصف مساحة ما تسيطر عليه "المجموعات الإرهابية" في الغوطة الشرقية، وهي تحاول التقدم لتقسيم الغوطة إلى قسمين.
ونقلت رويترز عن أحد ضباط قوات النظام أن الغوطة الشرقية انقسمت فعليا إلى قسمين، لكن مصادر في المعارضة نفت ذلك، وقالت إن فصائلها المسلحة تمكنت اليوم من استعادة بعض النقاط التي خسرتها.
وأكدت المعارضة التي تتهم النظام بانتهاج أساليب "الأرض المحروقة"؛ أنها تلجأ إلى نصب كمائن أكثر في الأراضي التي فقدتها.
من جهة أخرى، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه لم يتم السماح للمنظمة الدولية بالعودة إلى دوما لإيصال المساعدات الإنسانية لأسباب أمنية، مضيفا أن الأعمال العدائية في الغوطة أدت إلى مقتل أكثر من مئة شخص خلال الساعات الـ48 الماضية فقط.
وقال المتحدث الإقليمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر رالف الحاج للجزيرة إن وقت هدنة الساعات الخمس غير كاف لتوزيع المساعدات، موضحا أنه تم تأجيل إرسال قافلة المساعدات التي كان مقررا إدخالها الخميس بسبب تطور الوضع في الميدان.
وقالت وسائل إعلام النظام إن قواته فتحت ممرا ثانيا لإخراج المدنيين من الغوطة عبر طريق "جسرين"، لكن القصف يمنع الأهالي من المغادرة بحسب ناشطين.
وبدوره، شدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان على أن النظام لن يوقف قصف المدنيين في الغوطة إلا عبر "اتخاذ إجراءات تتجاوز تعطيل روسيا لمجلس الأمن"، معتبرا أن الإجراءات العسكرية هي الأولى لردع النظام وحلفائه.