قائمة الموقع

غزة تستعد لـ 14 مايو: مسيرة العودة الكبرى

2018-03-11T13:46:48+02:00
صورة
الأراضي المحتلة- الرسالة نت

الـ 14 من مايو 2018 سيُسجل كأحد أكثر الأيام احتفالًا التي شهدتها (إسرائيل) عبر التاريخ، حيث قررت أخيرًا القوة العظمى في العالم (الولايات المتحدة) نقل سفارتها بشكل رسمي للقدس.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيخطب، وسينضم إليه السفير الأمريكي في (إسرائيل) دافيد فريدمان، وربما يحل الرئيس ترامب بنفسه ضيفًا.

لكن في المقابل يتم التخطيط الآن لـ "حفلة معارضة": أعمال احتجاجية من طرف الفلسطينيين على نطاق واسع، ومن المقرر أن تكون أكبرها في قطاع غزة، حيث الاستعدادات الأولية لمسيرات تخرج من قطاع غزة نحو السياج. يمكن الافتراض بأن حدثًا عظيمًا كهذا، مثل مسيرة اللاجئين للحدود الإسرائيلية السورية في هضبة الجولان يوم النكبة عام 2011، قد يتحول لأمر إشكالي لـ(إسرائيل) وجيشها.

في مثل هذا اليوم من كل عام، يحيي الفلسطينيون ذكرى "يوم النكبة"، الذي بدأ بإعلان إقامة دولة (إسرائيل). كل التنظيمات الفلسطينية، دون استثناء، تحيي اليوم الذي أدى لطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، وقد تحول هذا اليوم لحدث مرتبط بالكراهية مع دعوات صريحة لتدمير (إسرائيل) وعودة كل اللاجئين لحيفا، يافا، ومدن أخرى.

لكن هذا العام، ثمة مزيج متفجر على نحو خاص، 70 عاما على النكبة، بجانب الاحتفالات المخطط لها في (إسرائيل) والولايات المتحدة حول القدس ونقل السفارة؛ لذلك فقد يكون لدى الجمهور الفلسطيني فائض من الدافعية للخروج للمشاركة في هذه الأحداث، بما في ذلك الخروج بمسيرات نحو السياج الحدودي في غزة.

هل ستكون هذه الدعوات كافية لإثارة الآلاف، وربما عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة للخروج في مسيرات نحو الحدود؟ من الصعب حسم الأمر. بشكل أو بآخر، هناك احتمال لوقوع إصابات، وطالما أن الأزمة في غزة متزايدة ومتفاقمة فهذا سيضاعف من الحافز للخروج في المسيرات.

الأزمة فعليًا تتفاقم، ولا حلول حقيقية تلوح بالأفق لما يحدث في قطاع غزة. المبعوث القطري العمادي زار الأسبوع الماضي قطاع غزة وحوّل 9 مليون دولار لأغراض تشغيل المستشفيات، وإمدادات الأدوية، لكن هذه المساعدة بمثابة تقديم اسبرين لمريض يحتضر، فليس هذا ما سينتشل غزة من الضائقة.

في الوقت نفسه، زار وفد المخابرات المصرية قطاع غزة، وربما كان هناك من يتمنى أن يأتي الخلاص من هناك. لكن هناك أيضًا لم يحدث تقدم في ملف المصالحة بين فتح وحماس، وبدلًا من بذل جهد من طرف دولتيْن عربيتيْن لإنقاذ القطاع؛ تحولت الزيارة لساحة خلاف حقيقية بين كلا البلدين، قطر ومصر. يبدو أن وفد المخابرات المصرية توجه لغزة أثناء وجود قيادة حماس في القاهرة، من أجل التأكد من ألا يكون القطريون والمبعوث القطري العمادي قد خطفوا الأضواء.

أين ستكون الضفة في 14 مايو؟ من الصعب التقدير. حتى الآن الجمهور الفلسطيني يرفض الاستجابة لدعوات التنظيمات المختلفة للخروج بشكل أو بآخر، منذ سنوات لم نرَ في المناطق مظاهرات كبيرة مثل الانتفاضة الأولى والثانية؛ لهذا الأمر تفسيرات قليلة؛ أولًا: الجمهور الفلسطيني، مثل الاسرائيلي، يركزون على المستوى الشخصي، الخاص، والأسري، ويركزون بشكل أقل على الجانب الوطني. الفلسطينيون في الضفة ينظرون حولهم ويرون الوضع في غزة، وبالطبع في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، سوريا، العراق، اليمن، الأردن، ومصر. الوضع الاقتصادي في الضفة ليس سيئًا ويعتبر حافزًا لعدم إثارة انفجار. من وجهة نظر الكثير، الدخل (سواء في (إسرائيل) أو في وزارات الحكومة الفلسطينية وأجهزة الأمن) أفضل من المغامرة مثل الانتفاضة الثانية التي أدت لانهيار المجتمع الفلسطيني.

كل هذه الاحتمالات يتم تعزيزها في ظل الاحتمال الثاني: أزمة القيادة الشديدة في الجانب الفلسطيني. أكثر من 70% من الفلسطينيون يطالبون باستقالة الرئيس أبو مازن، وبالإضافة لادعاءات الفساد في الشبكات الاجتماعية ورفض قيادة فتح إحداث تغيير جذري، تخلق فقدان أمل في الصراع ضد (إسرائيل).

في نهاية المطاف، السلطة نفسها تنقل رسالة واضحة بأنها لا تنوي السماح بعمليات أو تظاهرات واسعة النطاق. إذًاً، إذا كانت القيادة نفسها لا تريد انفجار، ماذا سيقول الجمهور الذي تحت جناحها؟

ترجمة أطلس للدراسات عن موقع واللا

اخبار ذات صلة