في سابقة خطيرة اقتحم عناصر من قوة المستعربين الإسرائيليين حرم جامعة بيرزيت لاعتقال رئيس مجلس الطلبة في جامعة عمر الكسواني الذي يعد أبرز كواد الكتلة الإسلامية التابعة لحركة "حماس" في الوقت الذي يتعرض أفراد الكتلة لحملة أمنية شرسة من أجهزة السلطة.
وفي الآونة الأخيرة تتصاعد وتيرة ملاحقة أمن السلطة بالتنسيق مع جيش الاحتلال لطلاب وكوادر الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحماس في جامعات الضفة مترافقة مع تواطؤ إدارة الجامعات مع السلطة في ملاحقة الكتل الطلابية.
وأقدمت قوة إسرائيلية خاصة من المستعربين تنكرت عصرًا بزي مدني للدخول إلى حرم جامعة بيرزيت، واعتقلت رئيس مجلس طلبة الجامعة "عمر الكسواني" تحت تهديد السلاح.
وعمر الكسواني هو أحد سكان قريبة "بيت إكسا" التي تقع شمال غرب القدس، محاصرة بجدار الفصل العنصري وعلى مدخلها حاجز دائم لجيش الاحتلال، فلم يتمكن من زيارة أهلة بحكم أنه مطلوب للاحتلال.
وتعمل مجموعات المستعربين الخاصة على الانخراط في المظاهرات بين الفلسطينيين بهدف اعتقال المتظاهرين أو يكون لها دور في تصفية بعد المطاردين وجمع معلومات عن الشارع الفلسطيني، وما حدث لعمر ليس جديدا ولكنه سابقة خطيرة في جامعة بيرزيت.
تفاصيل الحادث
أحد أفراد الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، يروي ما حدث مع الكسواني مساء الأربعاء، قائلا "توجه عدد من المستعربين متخفين بزي صحافيين لإجراء مقابلة مع عمر، وسرعان ما انقض هؤلاء عليه مُشهرين أسلحتهم في وجهه ووجه كل طلبة الجامعة".
وأوضح أحد أفراد الكتلة لـ"الرسالة نت" أنه بعد الاعتداء على عمر تمت عملية الانسحاب من امام مجلس الطبلة الذي يقع وسط الجامعة بتغطية من جنود الاحتلال الذين كانوا يستقلون سيارة مدنية اقتحمت الباب الغربي للجامعة لتأمين عملية الانسحاب.
وأشار إلى أن أفراد الكتلة في جامعات الضفة يتعرضون بشكل يومي للاعتقالات والملاحقات من أجهزة السلطة والاحتلال في آن واحد، منوها إلى أن مخابرات الاحتلال كانت تلاحق الكسواني خلال سنة ونصف.
ونوه إلى أن فشل الاحتلال في اعتقال الكسواني مرات عدة دفعهم إلى اقتحام الجامعة واعتقاله؛ وذلك لحجب دوره النقابي والثوري في الجامعة والشارع الفلسطيني.
وتمكن عمر الكسواني تمكن من الفرار من قوات الاحتلال الإسرائيلي مرتين، الأولى حين اقتحمت قوة شقة في بناية سكنية في ضاحية المصيون، والثانية، حينما حاولت قوات المستعربين اختطافه من أمام الجامعة، لكنه تمكن من الانسحاب.
نتيجة التنسيق الأمني
القيادي في حركة "حماس" بالضفة المحتلة وصفي قبها، قال:" إن اعتقال قوات الاحتلال الخاصة لعمر الكسواني من قلب جامعة بيرزيت، يأتي نتيجة ثمرة التنسيق الأمني بين سلطات الاحتلال وأجهزة السلطة الأمنية".
وأضاف قبها في حديث لـ "الرسالة نت":" لو لم يكن هناك تنسيق بين الاحتلال والسلطة، لما تجرأت أن تدخل قوات المستعربين داخل جامعة بيرزيت لاعتقال عمر الكسواني".
وأوضح أن أفراد الكتلة الإسلامية منذ شهور يتعرضون لحمالات أمنية شرسة من أجهزة السلطة والاحتلال في وقت واحد. واعتقد أن حادث الاعتقال من داخل حرم جامعة بيرزيت سابقة خطيرة وتعديًا صارخًا على حرمة الجامعات الفلسطينية.
وأشار إلى إن اعتقال الكسواني أمام الطلبة عمل إجرامي اعتيادي تمارسه قوات الاحتلال بحق شعبنا، مطالبا برفع دعوى على الاحتلال في المحافل الدولية لتجرئه على تلك الجريمة.
وتابع: " اعتاد أبناء الكتلة على العمل في ظروف أمنية معقدة، عبر ملاحقات الاحتلال واعتقالاتهم"، مؤكدا أن عملية اعتقال رئيس المجلس عمر الكسواني دليل على أهمية العمل النقابي في الجامعات، وتصدر الحركة الطلابية للمقاومة ونشر الوعي للمضي قدما في تحرير فلسطين.
وأشاد القيادي في حركة حماس بالضفة، بمقاومة الطلبة للقوات الاحتلال التي اقتحمت حرم الجامعة، واشتباكهم معها بالحجارة، مشيراً أن ذلك يدلل على مدى الوعي وتجذر المقاومة في فكر الشباب الفلسطيني المتعلم، الذي يعول عليه تحرير الوطن.
السلطة تتحمل المسؤولية
فصائل المقاومة استنكرت جريمة اختطاف قوات الاحتلال لرئيس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت الكسواني، مشيرةً إلى أن هذه الجريمة نتيجة طبيعية لاستمرار التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.
واعتبرت فصائل المقاومة في بيان صحافي وصل الـ "الرسالة نت"، أن إقدام قوات الاحتلال على اقتحام الجامعات الفلسطينية واعتقال أفراد الكتل الطلابية يأتي نتيجة التنسيق بين السلطة والاحتلال الذي لم ينقطع للحظة.
وطالبت أجهزة السلطة الأمنية بتوفير الحماية الكاملة لأفراد الكتل الطلابية في جامعات الضفة من خلال تسهيل عملهم النقابي بالجامعات، وكذلك الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين في سجون السلطة.
بدوره، عدّ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ما حدث من اقتحام قوة (إسرائيلية) خاصة متنكرة بزي مدني حرم جامعة بيرزيت وسط الضفة واعتقال رئيس مجلس الطلبة فيها عمر الكسواني تحت تهديد السلاح، صورة من صور الغدر المحظور في القانون الدولي الإنساني.
وقالت المتحدثة باسم المرصد "سارة بريتشت" في بيان وصل الـ"الرسالة نت": "إن هذا الفعل يمثل صورة من صور الغدر المحظور في القانون الدولي الإنساني".
وذكرت أن المادة 27 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف واضحة أشد الوضوح باعتبارها أن أسر الشخص عبر أفعال يكون القصد منها استثارة ثقته كالتظاهر بوضع الشخص المدني مع تعمد خيانة هذه الثقة يعد محظورًا.
وأضافت بريتشت: "ليس هذا فقط، بل يمثل هذا الفعل كذلك خرقًا للطابع المدني للجامعات والمنشآت التعليمية، سيما أن هذه ليست المرة الأولى التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية حرم الجامعة؛ إذ دخلت قبل ذلك فيه بشكل مسلح عدة مرات، وصادرت مواد إعلامية للحركات الطلابية في الجامعة ومعدات وأجهزة كمبيوتر"