لم تكل عائلة الأسيرة إسراء الجعابيص من محاولة انتزاع حقها في العلاج حتى رضخت إدارة السجن بعد سنوات، وسمحت بإجراء بعض العمليات لها.
ففي الحادي عشر من أكتوبر عام 2015، تعرضت الثلاثينية المقدسية "الجعابيص" لحادث سير، أدى إلى انفجار في سيارتها، ولقربها من حاجز احتلالي على مداخل القدس، أصر الاحتلال على أنها محاولة لتنفيذ عملية تفجير للمركبة على الحاجز، والذي كان يبعد عن مكان الحادث أكثر من 500 متر، وهي تقضي حكمًا بالسجن الفعلي 11 عامًا.
مطالب العائلة بعلاج إسراء لم يكن من باب إجراء عمليات التجميل لها، بعد الحروق التي تعرضت لها، وإنما لتتمكن من الحياة بشكل طبيعي، كما تقول أختها "منى" لـ"الرسالة".
فمنذ أسرها لم تتمكن من الرؤية بوضوح بسبب الحروق في عينيها، فضلاً عن حاجتها إلى عملية فصل أذنيها الملتصقتين في رأسها، عدا عن جلدها الملتهب طوال الوقت وأوجاع أخرى.
وبعد إجراء عمليتين جراحيتين لها، بعثت الجريحة "الجعابيص" برسالة إلى أختها منى وأخيها الدكتور ربيع، تتحدث لهما عبر سطورها عن الظروف التي عايشتها أثناءهما، وكيفية نقلها إلى المستشفى وطريقة تعامل السجانين معها.
"القيد الشديد أثناء العمليات والبنج نبش جروح الجعابيص وأعادها إلى وقت الحادثة والاعتقال"، كانا أبرز أمرين تحدثت فيهما "الجعابيص" في رسالتها، وفيما يلي نصها بتفاصيلها وأوجاعها وقهرها:
"لأختي منى والأخ الدكتور ربيع
تحيه طيبة وبعد
أولًا: بالنسبة لرسالتك لا أستطيع قراءتها اليوم بسبب العملية التي أجريتها في عيني.
بالنسبة للعملية أخذوني لمشفى هداسا عين كارم يوم الأحد وكنت أعتقد أن العملية لفصل الأصابع إلا أنهم أجروا لي عملية بالعين من أجل رفع الجفن السفلي، وكذلك عملية تحت الإبط لأتمكن من تحريك يدي، وقالوا إن هذه العمليات أهم حاليًا، وطبعًا أتمنى أن يتابعوا علاجي ويتم إجراء باقي العمليات لي، وهي:
فصل الأصابع، تركيب أطراف، عمليات في الأنف، علاج التشويه الخارجي، علاج الأسنان، عمليات في الفم.
بالنسبة لخروجي للعملية فتح علي جروحي القديمة وأعاد لي ذكريات الحادث بكل تفاصيله حتى طعم البنج داخل فمي، ولغاية الآن تلازمني هذه الذكريات بكل آلامها على الرغم من كل محاولاتي للنسيان.
بالنسبة للمشفى كان من المفروض أن أبقى هناك لمدة أسبوع إلا أنني طلبت إخراجي بعد يومين لأنني بقيت مقيدة للتخت (السرير)، حيث كانوا يربطون قدمي اليمنى مع يدي اليسرى أو العكس وكانت الكلبشات مشدودة جدًا وسببت لي جروحًا صعبة في القدم واليد، ورفضوا طلبي بإرخائها قليلًا مراعاة لوضع جسدي الحساس ولم أتمكن من احتمال آلامها الشديدة حتى عندما كنت أذهب للحمام كانوا يشدونها أكثر.
وهذا عدا عن أنني كنت هناك مع سجانة واثنين من السجانين وبقيت كل الوقت مضغوطة جدًا، الأكل كان يصلني بوقت متأخر جدًا، حاليًا أقوم بالتغيير على ضمادة العين والإبط بمساعدة البنات، ووضعي والحمد لله أفضل".
وكانت عائلة المقدسية "الجعابيص" قد قدمت للمحكمة العليا للاحتلال بطلب استئناف لتقليص حكمها البالغ 11 عامًا، إلا أنه قوبل بالرفض وقرر قاضي المحكمة العليا بإبقاء حكمها كما هو.