تحوي جنبات معرض "كان يا مكان" مجموعة من الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية المعبرة عن الأماكن الأثرية في مدينة غزة العتيقة، ويجول المهندس محمد نعيم بينها لتعريف زوار المعرض عليها.
ويطوف الزوار على 40 لوحة مصورة، معلقة على نتوءات جدارية أشبه بالمحاريب، لتسلط الضوء على جمال وأهمية هذه المعالم.
وبتركيز عال يشرح الشاب نعيم (24عاماً) لمراسل "الرسالة" تفاصيل بعض اللوحات التي يحتويها المعرض الذي أقيم على أرض قرية الفنون بالقرب من أرض الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة.
ويلاحظ أن المعرض يحتوي على صور الأماكن الاثرية المهملة والتي قاربت على الاختفاء والاضمحلال من الذاكرة الفلسطينية، ويروي نعيم للزائرين بطريقة جمالية وجذابة معلومات ثرية خلال مدة لا تتجاوز خمس عشرة دقيقة لتعريفهم بزوايا المعرض.
ويتعرف الزوار على أماكن أثرية لم تكن معروفة من قبل بسبب ضعف حضورها في الذاكرة الفلسطينية، وبأسلوب نعيم المميز بالشرح والسرد يتشوق الزوار لزيارة هذه الأماكن للتعرف عليها عن كثب.
ويبرز المعرض تاريخ غزة الممتد من آلاف السنين مروراً بالعهود الإسلامية والتقاء الحضارات، ويعمل نعيم من أجل إظهار الأماكن الأثرية عن طريق الصور المجمعة في مكان واحد للفت أنظار أصحاب المسؤولية للاهتمام بها.
ويوضح نعيم لـ"الرسالة نت" العقبات التي واجهته في الحصول على صور للأماكن الاثرية في القطاع؛ بسبب عدم وجود معلومات كافية عن هذه المناطق الاثرية.
وبين أن الصور جمعت بالتعاون مع مركز "إيوان" في الجامعة الإسلامية الذي لايزال يحتفظ ببعض الصور والمعلومات غير المتوفرة على شبكة الانترنت، منوهاً إلى اختفاء بعض المعالم كـ"المدرسة الكاملية".
ومع ظهور بعض علامات الآسي على وجهه، يتحدث نعيم عن بعض البيوت والأماكن الاثرية القديمة التي قاربت على الاختفاء، ولم يتحدث عنها أحد رغم ذلك كـ"الزاوية الأحمدية".
أثناء تجميعه للصور عن الأماكن الاثرية تفاجأ نعيم بكثرة المعالم الأثرية التاريخية والدينية الموجودة داخل قطاع غزة، وهي توشك على الاندثار بسبب إهمال ترميمها.
ويستخدم نعيم المعارض كوسيلة للنبش في الذاكرة الغزية وإعادة الأماكن التي تذكرنا بالآباء والأجداد إلى أذهان الفلسطينيين، وهي وسيلة للتعبير عن حبه لاستكشاف الأماكن والتعرف عليها.
ويشعر نعيم بسعادة غامرة لإقبال المواطنين على معرضه وكثرة عدد المشاركين بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المهتمين بمثل هذه الأماكن. وقال نعيم أنه سيحاول في المعارض القادمة إظهار المعالم الاثرية الأخرى كالملبوسات الفلسطينية القديمة والدبكة الفلسطينية.