مقال: مسيرة العودة نداء الزحف الواجب

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

عودة اللاجئين إلى موطنهم قضية باقية في وجدان الشعب الفلسطيني ولم ولن ينساها، وهي قضية متوارثة جيلا بعد جيل، وهي ايضا في نفس الوقت كذبت نبوءة يهود أن الكبار يموتون والصغار ينسون، وهي اليوم القضية المركزية التي يسعى اللاجئون لتحقيقها على أرض الواقع وقد تكون الدعوة لمسيرة العودة الكبرى في الثلاثين من الشهر الجاري هي بداية العودة الحقيقية للأرض التي هجر منها أهلها ولازالوا يحلمون بالعودة ويحتفظون بالطابو أو الكوشان والمفتاح وتتوارثه الاجيال بعد الاجيال.

عجز العالم عن تحقيق حق العودة رغم أنه قرار أممي وظن الفلسطينيون أن الأمم المتحدة سوف تعيدهم مرة أخرى وفق قرار 194 إلى ديارهم وأن المسألة هي مسألة وقت، وانتظروا وطال الانتظار. سبعون عاما على قرار العودة لم يتحقق وثبت بالدليل الواقع أن الأمم المتحدة حولت قضية اللاجئين والعودة إلى قضية إنسانية واكتفت بتقديم الاغاثة الانسانية عبر وكالة الغوث التي تحاول الإدارة الأمريكية شطبها كي تشطب أحد أهم معالم القضية الفلسطينية من خلال العمل على شطب وكالة الغوث.

جرب الفلسطينيون كل الأدوات وصبروا عليها ولديهم أمل أن يساعدهم العالم عبر الأمم المتحدة أو تساعدهم الدول العربية وتعمل على تحرير أرضهم وعودتهم ولكن بعد سبعين عاما تبين لهم أن كل الاطراف تعمل على تذويبهم في البلدان التي هاجروا إليها من خلال التوطين، الفكرة التي رفضوها منذ 1954 بالتوطين في سيناء زمن عبد الناصر، وافشلوا بعدها كل مشاريع التوطين وهم اليوم يعدون العدة لترتيب عودتهم بإرادتهم التي سيعتمدون عليها بعد الله سبحانه وتعالى.

الشعب الفلسطيني بات على يقين أنه لن يعود إذا لم يتحرك هو ويعود بنفسه من اقرب نقطة يصل إليها من أرضه، اليوم الشعب الفلسطيني يريد أن يتحرك نحو الخط الزائل الفاصل بين أرضه وقطاع غزة بالاحتشاد هو وعائلته وأولاده وينصب خيمته كي ينطلق في ساعة الصفر التي سيحددها لاحقا.

الاعلان عن مسيرة العودة إلى الوطن اقلق الإدارة الأمريكية ومن قبل الاحتلال الصهيوني الذي بات يحذر منها ويحشد جنوده مع قطاع غزة خشية اقتحام العوائل الفلسطينية خط الهدنة الزائل ويضعوه في ورطة كبيرة، من خلال أن الشعب الفلسطيني يريد تنفيذ قرار الامم المتحدة بالعودة بعد انتظار سبعين عاما من التيه والشتات، وهذا يشكل خطرا وجوديا على الكيان، ثم إن هذه العودة الجماعية السلمية والتي تضم الاطفال والنساء تشكل حرجا أخلاقيا لو تعامل معها بالقوة المسلحة، عندها ماذا سيقول للعالم وهو يواجه أطفالا ونساء ورجالا لا يحملون إلا الإرادة والحق الذي ثبتته الأمم المتحدة.

أيها الشعب الفلسطيني أنت أمام لحظة تاريخية فارقة إما أن تكون أو لا تكون فليس أمامك إلا العودة أو الموت بأيهما يمكن أن تقبل، أن تعود ولو مت وأنت في طريق العودة أو الموت على قارعة الطريق التي يعدها لك ترامب والاحتلال الصهيوني؟

هل اعددنا أنفسنا للعودة، هل جهزنا الخيمة وبعض الزاد؟ هل حدثنا أنفسنا أننا سنكون الأوائل؟ هل نزعنا الخوف من قلوبنا؟ هل نحن على حق؟ أيها الناس العودة حق، والأرض حق، والديار باقية، والعدو ينتظر قدومنا بهدف ارهابنا؛ ولكن نحن من سيكمل رغم ارهابه، سنواصل المسير ولن نلتفت للخلف، فكروا ولو لمرة واحدة ولن تجدوا أجمل من العودة.

أيها الاخوة الاحباب لا تخشوا العدو ولا اسلحته إذا كنتم تؤمنون بالله وبالقدر وليكن شعارنا يوم الـثلاثين ( قدًر الله وما شاء فعل)، لنبدأ من ساعات الصباح الباكر ونحمل القليل وسيكون الجميع وستكون فعاليات صباحية ومسائية وما يثلج الصدور، المهم أن ننزع الخوف وأن نعتمد بعد الله على أنفسنا وهذا نداء الزحف الواجب علينا هنا في قطاع غزة والضفة الغربية ومن يستطيع من الخارج أن تكون وجهته إلى فلسطين حيثما كان، شدوا الرحال إما نصر أو شهادة.

البث المباشر