قائمة الموقع

مسيرة وخيام العودة تعود "بخديجة" إلى ما قبل النكبة

2018-03-19T07:26:17+02:00
غزة-إسماعيل الغول

تجلس الحاجة خديجة أبو غوش وسط خيام العودة شرق مدينة غزة خلف صاج الخبز الذي وضعته على بعض الاحجار وأشعلت أسفل منه عيدان الحطب لتخبز على الصاج الذي يعيد ذكرياتها إلى ما قبل النكبة حيث قرية الجورة التي كانت تسكنها.

لم تستطع الحاجة خديجة نسيان قريتها "الجورة" المطلة على البحر المتوسط والتي 5 كم في الجنوب الغربي لمدينة المجدل، وتحيطها بعض التلال، الرطبة المزروعة.

تروي خديجة حكايتها مع خبز الصاج الذي صبرها على معاناتها وبعدها عن قريتها التي امتدت من بعد النكبة لأكثر من سبعين عاما بقولها لـ" الرسالة":" يما بلدنا الاصلية هناك والواحد برتاحش إلا في بيته واحنا كنا مبسوطين لحد ما أجو اليهود وطردونا منها".

هرولة الحاجة خديجة (85عاماً) التي رق عظمها لتجلس داخل خيم العودة التي نصبها بعض النشطاء الفلسطينيين على شارع جكر الحدودي، البعيدة عن الاراضي المحتلة 400 متر ويفصل بينهما سلك شائك يجلس خلفه جندي إسرائيلي يحمل بندقية أمريكية، لتشتم رائحة البلاد حيث يتم تجهيز الخيام لمسيرة العودة.

وتأمل الحاجة خديجة بالرجوع إلى أرضها وهي تظهر عليها لوعة الاشتياق لرؤية بيتها الذي بني من أطواب الطين وتقول: "كيف بدي أرجع وأنا اجلس هنا والجندي قاعد بالقلبة بحدد مصير أراضينا".

وتذكر وهي تبدو على ملامحها أثر الاستغراب أنها سمعت من أبنائها بمسيرة العودة الكبرى، مضيفة "كيف الاحتلال بدو يخلينا نرجع بدون ما نقاتلوا ولكن اذا كانوا بدوا السلام لازم يرحلوا من بلادنا ويرجعولنا أراضينا".

وتعود الحاجة بذاكرتها إلى ما قبل النكبة تروي لـ"الرسالة" أن طبيعة أرض بلدها المهجرة منها خلابة، حيث أمضت شبابها بين أشجار الزيتون وزراعة الحبوب، وتشتاق لزيارة قريتها التي حرمت من زيارتها منذ أكثر من 70 عاما.

وتطمح الثمانينية خديجة أن تكون مسيرة خيام العودة هي بداية الطريق ونقطة الانطلاق للعودة إلى أراضينا المحتلة، قائلة "ذقنا الويلات والموت في خيام العودة أيام النكبة، عدا الجوع والقهر والمرض الذي تعرضنا له في عام 1948"، متسائلة كم مرة سيموت اللاجئ؟!

وبعد سنوات طوال من حلم الحاجة بالعودة إلى قريتها، تأمل أن ينجح الشباب في تحقيق ما عجز عنه الساسة، متمنية أن يحقق الشباب هدفهم من مسيرة العودة ويتخطون السياج حتى العودة لقراهم المحتلة.

وستشارك الحاجة خديجة وعائلتها في مسيرة العودة، فهي ستخرج برفقة جاراتها وأبنائها وأحفادها للمشاركة، معلقة " كلنا فدا الوطن (..) طول عمري بحلم أرجع للجورة حتى اليوم أتذكر جيدا حارات القرية وبئر الماء الذي كانت أمي ترسلني إليه، ياريت نرجع كلنا نعيش في خير بلادنا".

ثمة ما تخشاه الثمانينية بألا تشهد العودة إلى قريتها، لذا أوصت أبناءها وأحفادها بالتمسك بحقهم والعودة إليها والعيش في بيتهم العتيق.

اخبار ذات صلة
مَا زلتِ لِي عِشْقاً
2017-01-16T14:45:10+02:00