بعد الانتقال بين محطات كثيرة منها "أمريكا، ماليزيا، مصر، الأردن"، استقرت دعاء العامودي -26عاماً- مع عائلتها الصغيرة في جزيرة اليابان، فهي أم غزية لطفلين ذاقا معها الغربة، فجود ذات الأربع سنوات حالياً، أنجبتها في أمريكا وآدم في اليابان. عبر اتصال على فيسبوك تقول العامودي: "عشتُ في أمريكا عامين، لكن الأربعة شهور الأولى كانت وكأنها قطعة من جهنم، فهاجس الخوف من السفر لحقني، كوني لم أسافر من قبل لكني تحديت نفسي بأن أكون قوية".
تحدثت "للرسالة نت" عن محطتها هذه بأنها تجربة مميزة، لاسيما بعد أن عملت معلمة في مدرستين لتعليم اللغة العربية ومركز لتحفيظ القرآن في أمريكا، فهي خريجة تعليم المرحلة الأساسية من جامعة الأمة وتجيد عدة قراءات للقرآن منها: شعبة عن عاصم وقالون عن نافع بالإضافة إلى حفص عن عاصم. العامودي ليست أم عادية فهي تبدأ تخطط وتهتم بطفلها منذ مرحلة الحمل، فالقرآن ببيتها لا ينقطع، تقول: "أريد أن أجعل أطفالي قادة على مستوى العالم الإسلامي وليس على فلسطين فقط".
حاليا وفي اليابان تحاول الأم الغزية تحفيظ ابنتها جود جزء عمّ قبل عمر الخمس سنوات، واصفة ابنتها بسريعة الحفظ وتقبل ذلك رغم أنها تعيش في بيئة مختلفة عن قطاع غزة.
وتحاول العامودي أن تزرع في أبنائها كلمات ( أنا آسف، شكراً ) حتى يعتادوها في حياتهم، كونها كلمات مهمة يجب غرسها في الطفل منذ نعومة أظفاره، كما تحكي. ليست وحدها الأم من تعمل على تربية أبنائها تربية سليمة كونها في بلد غير مسلمة، لذا يساعدها زوجها على احتضان أطفالهما لأنهم في بلد متعددة الديانات.
لم تقفل "العامودي" بابها وترفض الاختلاط بمن حولها، بل استغلت فرصة تعليم طلبة دكتوراة لغة القرآن في اليابان، التي وصفتها بالتجربة الفريدة من نوعها. كما تتحدث مع أطفالها داخل بيتها بالعربية رغم معرفة "جود" وإتقانها اليابانية بشكل سليم في ستة أشهر، تقول:" الحمد لله أن أبنائي يتحدثون ثلاثة لغات العربية والانجليزية واليابانية ". وعن الصعوبات التي تواجهها في اليابان، توضح أن فرق التوقيت مع غزة ست ساعات لذلك انقطاع التيار الكهربائي يحرمها كثيرا التواصل مع ذويها بشكل جيد.
ومن المواقف التي واجهتها في التعامل مع اطفالها تروي موقفا حصل معها، انها ذهبت برفقة طفلتها إلى السينما لعرض مسرحيات الدمى وهناك تفاجئت بأن الشخصيات جميعها "خنازير"، مما اضطرها الخروج من القاعة والشرح لطفلتها بطريقة بسيطة أنه حرام في الدين الاسلامي، وتفهمت الطفلة ذلك، وأدركت حرمانية تناوله في وجبات الطعام.
وفي النهاية تؤكد العامودي أن تربية طفل مسلم في مجتمع أجنبي مرهق جدا خاصة وهم في السنوات الأولى من عمره، لوجود عقائد متعددة وطقوس بعيدة عن شعائر الاسلام، مما يقع على عاتق الوالدين مسئولية كبيرة في متابعتهم داخل البيت وخارجه.