يتسابق الأطباء في مستشفى الرنتيسي في غزة لإنقاذ حياة الأسير المبعد إلى القطاع طارق عز الدين، بتزويده وحدات من الدم في محاولة للسيطرة على وضعه الصحي الذي يتدهور مع مرور الساعات.
في غرفة منعزلة يرقد الأسير طارق عز الدين وهو أحد محرري صفقة وفاء الأحرار والمبعد إلى قطاع غزة، بعد قضائه أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال، فشاءت الأقدار أن يصاب الأسير بمرض "لوكيميا الدم".
الأسير عز الدين، لايزال ينتظر الدقائق واللحظات التي يعلن فيها عن فتح معبر رفح البري، ليسافر إلى الخارج لتلقى العلاج، وكأنه عاد إلى الزنزانة قبل سنوات بسجون الاحتلال ليتنسم عبق الحرية، ولكن وضعه اليوم مختلف بشكل آخر.
ويقول الأسير عز الدين الذي يبلغ من العمر (40 عاما)، بصوت خافت حيث بدأت علامات الأرق شاحبة على وجهة:" كل ساعة تمر على بقائي في غزة، يتدهور وضعي الصحي ".
وطالب في حديث لـ"الرسالة نت"، الجهات المسؤولة في مصر الإسراع في فتح معبر الرفح البري، كونه الأمل الوحيد لعشرات الآلاف من المرضى في قطاع غزة.
وينتظر المحرر عز الدين الذي يرقد في قسم الدم والأورام بمستشفى عبد العزيز الرنتيسي بمدينة غزة، كغيره من المئات من المرضى، فتح معبر رفح باعتباره نافذة الأمل لاستكمال العلاج الذي لا يتوفر في مستشفيات قطاع غزة.
ورغم حصول المحرر عز الدين على إجراءات التحويلة الطبية من وزارة الصحة للعلاج في مصر إلا أن حياته مرهونة كما باقي مئات المرضى في غزة في فتح معبر رفح البري.
عدد من أسرى المحررين في غزة، والذين يجلسون جوار الأسير المريض عز الدين ناشدوا بضرورة السماح له بالسفر لتلقي العلاج العاجل، نظراً لسوء حالته الصحية بعد اكتشاف المرض.
ودعوا الأسرى المحررين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة فتح معبر رفح البري لإدخال الحالات المرضية المستعصية من ذوي التحويلات الطبية في غزة، وتسهيل سفر المحرر عز الدين المهددة حياته بالخطر والممنوع من تلقى العلاج في الداخل المحتل ومستشفيات الضفة المحتلة.
وفي الوقت الذي يتدهور الوضع الصحي للأسير عز الدين ترفض سلطات الاحتلال السماح لعائلته الذي تقطن في مدينة جنين بالضفة المحتلة من زيارة ابنهم في أصعب ظروفه.
عائلة الأسير عز الدين، أوضحت أن حالة ابنهم تتراجع يوماً بعد يوم، وهو بحاجة للعلاج في مستشفى متخصص خارج غزة، مشيرين إلى أن ابنهم غير مسموح له بالدخول للعلاج في مشافي القدس أو الضفة، كما أن علاجه غير متوفر في القطاع، لذا فهو بحاجة للخروج عبر معبر رفح إلى مشافي مصر الشقيقة.
الأسير عز الدين، متزوج ولديه ولدان وبنتان، ويعيش في مدينة غزة، ويعمل مديراً لإذاعة صوت الأسرى في غزة، وبات بحاجة ماسة للعلاج في الخارج، لعدم توفر العلاج المناسب له في مستشفيات قطاع غزة. وفق حمدونة.
عز الدين كان أحد أبرز قادة سرايا القدس بمدينة جنين بالضفة المحتلة، وقد اعتقلته قوات الاحتلال عام 2002م بعد معركة جنين البطولية.
وجّه الاحتلال له تهمة الانتماء للسرايا والقيام بعمليات فدائية واستشهادية أدت إلى مقتل وإصابة نحو 70 إسرائيليا، وما يزال شقيقه شاهد عز الدين يقبع خلف قضبان الاحتلال.