قد يسبب تغير العمل بالتوقيت حدوث التباس مع أول يوم للتغيير، لكن لا تقلق كل ما عليك فعله مع التوقيت الصيفي الآن هو تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة للأمام.
وغالبًا يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي في فلسطين مع نهاية شهر مارس، ويستمر حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل.
وتعمل فلسطين بنظامي التوقيت الصيفي والشتوي باختلاف ساعة واحدة بينهما، ويبدأ التوقيت الصيفي في بداية الربيع، عبر تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة، ويتم الرجوع للتوقيت الشتوي في بداية موسم الخريف.
وعن أصل الفكرة، أورد موقع "بي بي سي" أن عامل بناء في ضاحية تشيزلهرست جنوب غرب لندن، يُدعى "ويليام ويليت" كان يمتطي جوادًا صبيحة أحد أيام صيف 1905، حين لاحظ بأسى الكثير من الستائر التي ظلت مغلقة حاجبةً ضوء الشمس.
ومن احتجاب الضوء، طرأ في باله فكرة تقديم عقارب الساعة كل صيف، وبذل منذ حينه جهودًا مضنيّة لتحقيق فكرته.
ففي عام 1907، قام بنشر كتيب "إهدار ضوء النهار"، ودعا فيه إلى تقديم التوقيت بزيادة 20 دقيقة أربع مرات في شهر نيسان، وتأخيره بالمعدل نفسه في أيلول، معتبرًا أن التغيير في التوقيت سيزيد من فرص الترفيه والترويح عن النفس، فضلًا عن أنه سيخفِّض من تكاليف الإضاءة.
ورُفض مشروع "ويليت" أمام لجنة اختيار مشروع القانون حين تحمّس لفكرته سياسيون بارزون، من بينهم ديفيد لويد جورج ووينستون تشرشل، عندما كان شابًا، وكان وزير التجارة آنذاك في عام 1909 مع ما تلاه من مقترحات، لكن هذا لم يثنه عن الأمر، بل ظل يحشد التأييد بكل ما أوتي من قوة لتغيير التوقيت حتى توفي جراء إصابته بفيروس الأنفلوانزا سنة 1915.
وبعد عام واحد فقط، قُبِلت صيغة معدلة من مشروع قانون التوقيت الصيفي، في أعقاب ما طرأ من ظروف كانت أفضل مسوغ لتغيير التوقيت، وهي نشوب الحرب؛ فبعد عامين من خوض الحرب العالمية الأولى، بدأت بريطانيا تعاني من شُحِّ الفحم، وهو المصدر الرئيسي للطاقة من أجل تشغيل مصانعها وإضاءة منازلها.
وما لبثت ألمانيا أن صادّقت على مشروع قانون التوقيت الصيفي في 30 نيسان 1916، حتى سارت بريطانيا على خطاها، بإصدار قانون التوقيت الصيفي الخاص بها، والذي أُقِرّ في 17 أيار من نفس العام.
وبموجب القانون الجديد، يُقدم التوقيت المحلي الرسمي ساعة واحدة عن توقيت غرينتش أثناء فترة التوقيت الصيفي البريطاني المحدد حديثًا.
وسرعان ما حذت حذوها بلدان أوروبية أخرى عديدة، إضافة إلى الولايات المتحدة، والتي صاغت العبارة الشهيرة "الربيع للأمام، والخريف إلى الخلف" لتذكّرها باتجاه تحويل عقارب الساعة، وبات هذا النظام متبعًا اليوم في 87 دولة حول العالم.