بأيدٍ فلسطينية خبيرة تنشئ بلدية الشوكة سوقًا شعبيًا غير تقليدي لسكان البلدة الواقعة بمحافظة رفح جنوب القطاع باستخدام الطوب الأحمر ليمثل عبق الحضارة العثمانية القديمة ويشابه في عمرانه المسجد الأقصى بقبابه الأربع التي تعد سقف للمحلات التجارية وأقواسه الخمسة عشر المرتفعة لستة أمتار والمدعومة بأعمدة حديدية.
مشهد المكان الذي يرجع بك لسنوات يعتمد فيه القائمون على البناء "الطوب الأحمر "المضغوط الذي يصنع من تربة طينية تخلط بالحصى والرمل وتضغط في قالب بشكل يدوي مع قليل من الماء والاسمنت ليساعده على التماسك، ويكمل المشهد التراثي الذي يستمتع به العابرون.
ويقول رئيس بلدية الشوكة منصور بريك أنهم حاولوا توفير احتياجات البلدة التي تفتقد للسوق بشكل غير تقليدي، خاصة بعد أن هدم الاحتلال السوق الذي أوشك على الانتهاء في عام 2014 وكان مقرر افتتاحه قبل شهر رمضان.
على قدم وساق يسير العمل داخل السوق حيث يتناوب العمال على رص الطوب وفق المخطط وبحسب محمود صقر مسؤول العمال فإنهم بدأوا العمل نهاية العام الماضي 2017، متوقعًا انتهاء السوق مع منتصف مايو.
إقبال شديد على السوق من قبل التجار للسؤال عن موعد افتتاحه لحجز أماكن بداخله كما يقول صقر.
وفي سياق التخطيط والفكرة أوضح بريك " للرسالة" أن البلدية عقدت جلسات استعانت خلالها بمكاتب استشارية للوصول إلى فكرة تغير الصورة النمطية لكل المرافق الخدماتية أو المشاريع التطويرية.
ولأن الصورة أبلغ من ألف كلمة سعت بلدية الشوكة إلى تغيير الصورة النمطية عن الأسواق لصنع صورة أمام كل الزائرين تربطهم بالمسجد الأقصى والتراث العثماني وتعيدهم لذكريات الأرضي التي احتلت عام 48.
وأشار رئيس البلدية إلى أن الفكرة في إنشاء السوق التراثي كانت في مواد البناء الخام المتوفرة وبأيدي فلسطينية خبيرة، مؤكدًا أن الطوب الأحمر لا يقل جودة عن الاسمنت ومواد البناء الأخرى.
وذكر أن هناك خطة للسوق ستنفذ على ثلاث مراحل الأولى البناء القائم حاليًا الذي سيتم الانتهاء منه قبل شهر رمضان ليوفر مستلزمات الشهر للسكان، أما الثانية فهي رصف المنطقة المحيطة بالسوق حتى تفتح مجال للباعة المتجولين ليجدوا مكانًا للبيع ولمنع تطاير الأتربة على الخضروات واللحوم، فيما تقوم المرحبة الثالثة على تطوير البنية التحتية المحيطة بالسوق لتكون البيئة ذات منظر جمالي.
ونوه إلى أن هناك منحة كويتية لمشروع صرف صحي متكامل يخدم السوق، وأوضح بريك أن الفكرة الأولى من إنشاء السوق هي توفير الاحتياجات الأساسية للمستهلك الذي يضطر للذهاب لأماكن خارج البلدة لتوفير احتياجاته.
وبحسب البلدية فإن طريقة تأجير المحال داخل السوق لازالت على طاولة البحث داحل البلدية.
لا تخشى بليدة الشوقة الحدودية من تعرض السوق لقصف الاحتلال كون القطاع بالكامل تحت طائلة جبروت الاحتلال الذي لا يستثني أي مكان، معتبرين أن الحاجة ملحة إلى إيجاد مشاريع مشابهة في المناطق الحدودية لتعزيز صمود السكان وتوفير احتياجاتهم.