يستمر نضال المرأة الفلسطينية ضد الاحتلال (الإسرائيلي) في داخل وخارج الأرض الفلسطينية المحتلة، مجذرة بذلك نشاطها الوطني على مستوى القضية الفلسطينية في العديد من المحطات الوطنية المضيئة.
وفي هذا السياق، يأتي حرصها على المشاركة بمسيرة العودة الكبرى، حيث أجمعت نساء فلسطينيات على أهمية مواجهة الاحتلال، وشددن على أن المرأة شريكة في كل مراحل وأدوات النضال الفلسطيني.
وقالت القيادية بالحركة النسائية لحماس كفاح الرملي: "إن الاطر عملت على تشكيل لجنة خاصة بالمرأة للمشاركة بالمسيرة، ومن أجل المطالبة بتطبيق قرار 194 الذي ينص على عودة اللاجئين، مع استمرار عملية التعبئة والتوجيه النسائية لجمع أكبر عدد من المشاركات".
وأكدت في حديث خاص بـ "الرسالة" أن "دور المرأة في مسيرة العودة رئيسي كونها تمثل نصف المجتمع، والنصف الاخر أنها الام والزوجة والاخت، والمسيرة تمثل شيئاً مهماً لها لأنها أحد عناصر المجتمع الفلسطيني التي تضررت بقضية التهجير".
وبينت أن الاعداد للمسيرة كان كبيراً ومن ضمن ذلك زرع أشتال على مستوى المناطق، ونصب خيام العودة الخاصة بالمرأة لعقد الحوارات والنقاشات، بالإضافة إلى جلسات الاستماع لــ"سيدات فلسطينيات" ممن التي عاصرن النكبة وهُجرن من بلادهن.
وأضافت: "من ضمن نشاطاتنا بالمسيرة، أن كل امرأة ستحمل اسم بلدتها مخطوطة على ورقة، وسيتم إحياء التراث الفلسطيني بلبس الثوب الفلسطيني الخاص بها وصنع الاطعمة الخاصة بتراثنا"، موضحة أن الحركة النسائية ستوصل العديد من الرسائل خلال مسيرتها، وأولها اصطحاب كل امرأة أطفالها لكسر قاعدة أن "الكبار سيموتون وأن الصغار سينسون" ولتعريفهم بحق العودة، وأن هذه الارض حق لهم.
وتابعت الرملي: "من ضمن الرسائل التي نسعى لإيصالها أننا مستمرون لرفضنا لقرار ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل، بالإضافة إلى رفضنا لتصفية القضية الفلسطينية بتقليص واشنطن للدعم المقدم للأونروا".
ومن جانبها، قالت فوزية جودة عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية ومسؤولة المنظمات الشعبية، أن المرأة قادرة على الوقوف بجانب الرجل بمسيرة العودة الكبرى، ورأينا ذلك على مدار تاريخ القضية.
وأكدت جودة في حيثها لـ"لرسالة"، أن المرأة تحمل رسالة وطنية مهمة من خلال مشاركتها في مسيرة العودة، مفادها بأنها ستكمل المشروع الذي سار به آلاف الامهات وضحين بأبنائهن من أجل العودة للوطن.
وأضاف أن المرأة الفلسطينية، ناشطة في جميع المجالات، وهي جاهزة بجميع اطرها لمسيرة العودة وستشارك بحماسة في هذه المسيرة السلمية، ولن تكون المرأة مجرد رقم بالمسيرة بل سيكون لها دور فعلى للاقتراب من الحدود لمواجهة المحتل".
بدورها، قالت آمنة حميد مسؤولة الاعلام في دائرة العمل النسائي بالجهاد الإسلامي: "إن التجهيزات قائمة بشكل أساسي على التحشيد عن طريق الندوات التاريخية والتعريفية بمسيرة العودة، بالإضافة إلى دعوة جميع شرائح المجتمع لتلبية النداء والمشاركة بالمسيرة، بالحديث عن أهمية المسيرة وعن حق العودة".
وأكدت حميد لـ"الرسالة"، أنه يقع على عاتق الحركات النسوية الدور الاساسي للتحشيد للمسيرات، والعمل لخدمة الهدف السامي واستعادة الاراضي المحتلة وتحقيق حلم العودة، موضحة أن المرأة تهدف من المشاركة إلى وقوف أصحاب المسؤولية على مسؤولياتهم والعمل علي تطبيق قرار 194.
يشار أن دور المرأة الفلسطينية في النضال الوطني الفلسطيني يعود إلى بدايات الصراع على أرض فلسطين في مواجهة الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني معا، وإن كان دور المرأة قد تميّز عمليا بالنشاطات والممارسات غير العنيفة إجمالاً.