قائمة الموقع

الشهيد "عبد النبي" حاول إنقاذ صديقه فارتقى شهيداً

2018-04-02T11:27:51+03:00
الرسالة نت-محمد شاهين

في أقرب نقطة من قريته المحتلة "سمسم"، تواجد الشهيد عبد الفتاح عبد النبي برفقة عدد من أصدقائه الذي قرر مشاركتهم في مسيرات العودة، حاملاً بيده إطاراً مطاطياً لإشعاله بوجه جنود الاحتلال من أجل التشويش على القناصة الذين يستهدفون المعتصمين السلميين بحقد ووحشية عالية.

كان الشهيد قبل اصابته يحلم بالوصول إلى قريته مشيا على الأقدام ليستظل بشجرها ويشتم رائحتها التي لطالما سمع عنها من جده وهو يحكي لهم عن بيتهم هناك قبل أن تهجرهم (إسرائيل) من قريتهم "سمسم"، فآثر عبد الفتاح المشاركة في مسيرات العودة وتحمس كثيرا ليتعدى السلك الحدودي دون أن يعتريه الخوف من رصاص الاحتلال الذي كان يوجه بعشوائية لكل من يقترب ويتظاهر سلميا.

الحظات الأخيرة

يقول صديقه أحمد الذي رافقه في المسيرات، " انتزع عبد الفتاح الخوف من قلبه، منذ وصوله إلى مكان المسيرات، وتركنا مسرعاً ليتقدم صفوف المعتصمين ويحرص على الوقوف في أقرب نقطة من بلدته المحتلة التي خرج منها دون أن يحمل أي سلاح ليطالب بعودته إليها".

ويضيف في حديثه مع "الرسالة"، على الرغم من تحذيرنا له بألا يتقدم امام قناصة الاحتلال، إلا أنه أخبرنا بأنه سيعمل على التشويش على قوات الاحتلال من خلال اشعال الإطار المطاطي، فهي لا تفرق بين كبير أو صغير وستقتل المشاركين دون رحمة".

ويكشف صديق الشهيد، أنه شاهد أحد المشاركين يتعرض لوابل الرصاص "الإسرائيلي" فلم يستطع تركه فريسةً لها، فهب لمساعدته مستعيناً بسرعته العالية، ونجح في الوصول إليه وساعده في الهروب بعد أخذه الإطار المطاطي عن صديقه الذي أفلت من حقد الاحتلال، إلا أن رصاصة سوداء استطاعت اختراق رأسه ليرتقي عبد النبي شهيداً على الفور.

ووثقت كاميرات النشطاء المشاركين في المسيرة حادثة استشهاد عبد النبي، وإصرار جنود الاحتلال على قتله بدم بارد، رغم أنه لم يكن يحمل أي سلاح، وعلق النشطاء بأنه أحد الشواهد الحية على الوحشية "الإسرائيلية" المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء، والتي يجب أن تصل لكل دول العالم لتضاف إلى سلسلة الجرائم بحق الإنسانية.

وانتشرت بشكلٍ واسع صورة للشهيد على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل استشهاده بلحظات قليلة، وهو يحمل بيده إطاراً مطاطياً والابتسامة ترتسم على محياه، وكتب أحد الناشطين على صفحته بالفيس بوك "هذا الوجه الثائر يثبت للعالم بأن فلسطين لا يمكن التفريط بذرة من ترابها، ويعلي سيف الثوار بوجه صفقة القرن".

ويتسلح والد الشهيد بهجت عبد النبي بالصبر الممزوج بالفخر، ويؤكد "للرسالة"، أن فلذة كبده ارتقى وهو يعلي صوت فلسطين فوق كل الأصوات الحاقدة ويكسر كل الجهود التي تسعى إليها الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) لأجل محو حق العودة وسرقته من أذهان الشباب الفلسطيني.

وعن حياته الشخصية، يقول "ترعرع عبد الفتاح منذ نعومة أظافره على حب فلسطين والمقاومة، ولم يكن يدخر جهداً للمشاركة بجميع الفعاليات الهادفة للدفاع عنها، وأخبرني منذ الإعلان عن مسيرات العودة المشاركة بها ووافقت على ذلك كونه واجب ديني ووطني".

ويضيف بالرغم من أن خبر استشهاده كان صادماً، إلا أننا احتسبناه عند الله شهيداً، وتقبلناه فداء لفلسطين التي لن نفرط بترابها مهما كان الثمن، وسنواصل تقديم مزيد من الشهداء حتى تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي الحاقد.

وزف الشهيد عبد الفتاح إلى مثواه الأخير، ودفن جثمانه في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة، لتبقى صورته محفورة في تاريخ النضال الفلسطيني وشاهداً بارزاً على الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني بوحشية.

اخبار ذات صلة