على قدم وساق، كانت استعدادات طالبات مدرسة بشير الريس غرب مدينة غزة لإحياء ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من آذار، والمشاركة بالفعاليات الوطنية، فعملن على تجهيز الزوايا الوطنية للتعريف بقضايا وطنهن المحتل لكن بطريقتهن.
في المدارس تقتصر الفعاليات الوطنية على الكلمات والدبكة الشعبية، لكن طالبات "بشير الريس" جهزن برفقة معلمة اللغة الانجليزية "ليلى عبد الرحيم" زاوية باللغة الانجليزية زارتها الوفود من خارج المدرسة عدا عن الطالبات اللواتي جئن للتعرف على قراهن المحتلة وقضيتهن الفلسطينية لكن هذه المرة باللغة الانجليزية، بالإضافة إلى التعرف على شخصيات فلسطينية كانت لها بصمتها في المجتمع الغربي.
نصبت خيمة من "بيت الشعر" وأمامها صاج راحت الفتيات يخبزن "الطابون" كما تعلمنه من جداتهن، وكانت بجانبهن معلمة أخرى تعد المفتول و"اليخني" باعتباره من الاكلات الفلسطينية المشهورة وتصر الأمهات على تعليمه لبناتهن فيتوارثن إعداده جيلا بعد جيل، عدا عن وجود الجمل الذي يبرك بجانب الخيمة.
ورصت بعض الأكلات الشعبية والمحاصيل الشعبية بجانب بعضها، منسوبة إلى كل قرية تشتهر في إعدادها أو زراعتها.
تقول المعلمة "ليلى":" الطالبات يتشجعن بالمشاركة في الفعاليات اللامنهجية كنوع من الترفيه، لكن بالنسبة لترجمة الفعاليات باللغة الانجليزية وجدت بعضهن صعوبة فيه لكن مع التشجيع تحمسن ورحن يبحثن عن شخصيات فلسطينية باللغة الانجليزية".
ومضت بالقول وهي تستعرض الخريطة الفلسطينية وعليها القرى باللغة الانجليزية:" اللغة الأجنبية مهمة للقضية الفلسطينية وتعد بمثابة جسر لنقل ثقافتنا وتراثنا وأسماء البلدات والقرى التي نسبها الاحتلال إليه وغيروا فيها".
وعن كيفية إعداد المعرض، كانت تطلب المعلمة "ليلى" منهن البحث عن شخصيات فلسطينية لها دور بارز في نقل القضية الفلسطينية للعالم الغربي، في البداية اقتصر بحثهن على القيادات المعروفة، لكن بعد ذلك أصبحن أكثر واعيا فسلطن الضوء على "ادوارد سعيد والشاعر محمود درويش وغيرهم ممن كان لهم بصمة مميزة.
وعلقت في زوايا المعرض مقولات لحكام وقادة أجانب دعموا القضية الفلسطينية كغاندي ونيسلون مانديلا، وجميعها أيضا خطته الطالبات باللغة الانجليزية.
وتفاعلت الطالبات مع المعرض الذي حضرن له قبل شهر من بدأه حيث الأهازيج الشعبية والشعر ونشيد موطني أيضا، عدا عن حفظهن لمعاني الكثير من الأدوات القديمة التي كانت تستخدمها المرأة الفلسطينية في إعداد الطعام وذلك باللغة الانجليزية.
واللافت في زوايا المعرض أدوات تراثية قديمة تعود للأجداد أحضروها حينما رحلوا من قراهم المهجرة، وكذلك منحوتات تراثية، وراديو كان منظره لافتا هو معلقا في أحد الزوايا يعود لخمسة أجيال أحضره رجل هجر من قريته، فكان ونيسه حينها للاستماع إلى الاخبار، كما تحدثت المعلمة "ليلى" للرسالة.
إحدى الطالبات المشاركات داليا المسلمي من الصف العاشر تحكي "للرسالة" وهي ترتدي الثوب المطرز " المعرض علمنا التمسك بالأرض وكيف ندافع عنها (..) كل يوم لازم نتذكر اسم القرى والمدن التي احتلها اليهود"، مضيفة: "تحمست كثيراً للمشاركة بمعرض اللغة الانجليزية لنوصل رسالة إلى العالم كله أننا ندرك حقوقنا ولن نتنازل عنها".
قاطعتها الحديث زميلتها فرح النجار لتحكي أن مشاركتهم تلغي مقولة الاسرائيليين "يموت الكبار وينسى الصغار"، مضيفة "نريد أن نرسل للعالم أجمع من خلال المعرض وننشر ما تم تجهيزه عبر صفحات التواصل الاجتماعي لنؤكد أننا سنواصل رسالة الأجداد ونحفظ تراثنا حتى عودتنا إلى بلداتنا التي هجرنا منها".
وتروي أنها وزميلاتها استغلن ترجمة بعض المقولات الوطنية باللغة الانجليزية ونشرنها عبر صفحات الفيسبوك والتويتر.
وتؤكد المشاركات في المعرض استمرارية استثماره باللغة الانجليزية ونشر التراث الفلسطيني الذي تحاول "إسرائيل" سرقته ونسبه إليها لمسح الهوية الفلسطينية.