قائمة الموقع

​سهرات على أنغام "الدحية" في مخيمات العودة برفح

2018-04-04T11:37:43+03:00
ارشيفية
رفح-محمود فودة

اصطف الشبان المشاركون في مخيم العودة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة إلى جوار بعضهم، لتصفق أيديهم على أنغام الدحية التراثية، مشكلين صفوفا كتلك التي جمعتهم في مواجهة رصاص الاحتلال الذي ما زال يراقب نشاطاتهم من خلف الحدود.

مئات الشبان الفلسطينيين يقضون لياليهم في مخيمات العودة المنتشرة على طول حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، في نشاطات تراثية ورياضية متنوعة، تهدف لاستمرار الحياة في مخيمات العودة حتى يوم الزحف في 15 مايو المقبل.

وفي ليلة الجمعة وقبل ساعات من بزوغ فجر أول أيام مسيرة العودة، وعلى بعد مئات الأمتار من جنود الاحتلال المختبئين خلف الجدران والأبراج العسكرية، هتف البديع –يطلق على قائل عبارات الدحية-ياسر العرجا "قولوا للصهيوني الخانع.. لبلادي أنا والله راجع" ليزيد حماس الشباب المشاركين في المخيم حيث علا تصفيقهم ليكسر سكون المنطقة الحدودية.

وفي المقابل ردّ البديع جهاد أبو سنيمة على سابقه بقوله: "اجتمعوا للعودة اجتمعوا.. الصهاينة منكم ارتعبوا"، ليقفز المشاركون في الدحية صعودا ونزولا في حركة معهودة على أهلها، مما دفع العشرات للمشاركة في الدحية.

ويقول البديع العرجا في حديثه لـ"الرسالة" بعد أن أنهى فقرته في صفوف الدحية: "منذ أن علمت بإقامة المخيم سارعت للمشاركة، وتقديم ما أستطيع من فقرات الدحية والاهازيج التراثية، لنطرب المشاركين، ونرفع من معنوياتهم، تحضيرا لمسيرات العودة الكبرى".

ويضيف أن لدى المشاركين في المخيم رغبة كبيرة بالمشاركة في تنفيذ فقرات التراث على مقربة من السياج الفاصل مع أراضينا المحتلة عام 1948، ليسمع الاحتلال ما يقوله البديعة، وما يردده المشاركون.

وفي خيمة الطعام المجاورة لصفوف الدحية كان فريق تطوعي يعمد إلى تجهيز أكلة "القرصة" المعروفة لدى أهل جنوب قطاع غزة والتي يقبل عليها المواطنون كأكلة موسمية حيث تتكون من حبات العجر "البطيخ الصغير" المشوي ويستعاض عنها بالباذنجان، ويضاف إليه الفلفل الاخضر والبصل والطماطم المشوية على النار الى جانب زيت الزيتون وتخلط مع بعضها.

بينما انشغل آخرون في تجهيز جمر النار اللازم لوضع العجينة الكبيرة التي تم إعدادها في خيمة الطعام، وبعد أن نضوجها يتم تقطيعها وخلطها بالمكونات المذكورة، لتقدم في صواني كبيرة للمشاركين في الدحية، وضيوف المخيم.

وفي تفاصيل العمل، قال أحد القائمين على خيمة الطعام بلال الغرابلي خلال عمله في إعداد "القرصة" لـ"الرسالة": "إن إدارة المخيم ارتأت أن تكون وجبات الطعام والأجواء العامة كلها تراثية، لذلك تم إعداد أكلة القرصة بدلا من الوجبات الجاهزة"، مشيرا إلى أن عجينة القرصة التي تم إعدادها من أكبر الأحجام التي قدمت في محافظة رفح؛ لتكفي الأعداد الكبيرة الحاضرة لمخيم العودة.

ويضيف: "القرصة أكلة محببة لدى غالبية سكان المناطق الشرقية لقطاع غزة، وتعتبر جزءا من الاحتفاء بالضيف حينما يعدها أحد الفلاحين أو البدو، لذلك قررنا أن نقدمها للمشاركين في المخيم".

وتشترك مخيمات العودة بغزة في هذه الفعاليات التي تقام بشكل يومي، وبفقرات تراثية متنوعة تهدف لاستمرار أجواء العودة حتى 15 مايو الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.

يشار إلى أن الحدود الشرقية لقطاع غزة تنشط بحركة المواطنين منذ عدة أيام ضمن المشاركة في خمس مخيمات أقيمت على حدود محافظات غزة؛ ضمن فعاليات مسيرات العودة الكبرى، والتي بدأت في ذكرى يوم الأرض 30 مارس المنصرم.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00