فندت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أن المهمة التي استهدفها القصف الثلاثي للنظام السوري قد تم إنجازها، إذ تساءلت الأولى عن ماهية المهمة نفسها، وقالت الثانية إن تلك المهمة أبعد ما تكون عن الإنجاز.
وقالت افتتاحية نيويورك تايمز إن المهمة الأميركية طوال فترة رئاسة ترمب هي هزيمة تنظيم الدولة ثم الانسحاب، لكن ما حاول الرئيس عرضه ليلة الجمعة كان أمرا أكثر تعقيدا، إذ وعد بحملة مستدامة لوقف استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين، وفي نفس الوقت التشديد على أن القدرة والرغبة الأميركيتين لا تتسعان للتعامل مع نزيف الدم الذي تسببه الأسلحة غير الكيميائية والذي ظل يعصف بسوريا سبع سنوات.
وقد وجد الرئيس نفسه -وفق الصحيفة- في الوضع عينه الذي وجد سلفه باراك أوباما نفسه فيه مع عدم توفر الإجابات السهلة. فقد أثارت الضربة الدوافع المتناقضة لترمب: نزوعه لإثبات أنه الأشد على الصعيد الدولي، وفي نفس الوقت قناعته العميقة بأن تدخل واشنطن بالشرق الأوسط منذ هجمات 11 سبتمبر كان مضيعة للمال والرجال.
وقالت نيويورك تايمز أيضا إن ترمب لم يفعل شيئا بقصفه سوريا للمواءمة بين هذه الدوافع المتناقضة، لكنه عبّر عن التناقض الذي يحمله الجمهور الأميركي الذي تعب من محاولات حل مشاكل الآخرين بالشرق الأوسط واشمئزازه في نفس الوقت من الصور الصادمة للأطفال الذين ماتوا اختناقا بالغازات السامة.
ولم تنس الصحيفة الانتقادات للرئيس التي تقول إنه لو كان متأثرا من الناحية الإنسانية بما يحدث للأطفال السوريين، لقام بتغيير سياسته التي تحظر دخول أي لاجئ سوري جديد تقريبا الولايات المتحدة.
أما واشنطن بوست فقد قالت إن المهمة أبعد ما تكون عن الإنجاز، وإن القصف كان محدودا تمشيا مع النهج المتحفظ لترمب في سوريا، لكن المهمة الحقيقية لأميركا هي الحفاظ على مصالحها هناك وذلك لن يتم إلا بتعزيز وضعها ووجودها في شرق سوريا -بدلا من الانسحاب- لترسيخ الاستقرار هناك تحت سيطرة السلطات المحلية التي تشمل الأكراد، وفي نفس الوقت المطالبة بتسوية بواسطة الأمم المتحدة.
المصدر : نيويورك تايمز,واشنطن بوست