قائد الطوفان قائد الطوفان

وإطعام الفقراء

بـ3 شواكل.. مشروع "طه" البسيط لتشغيل عشرات الخريجين بغزة

غزة-محمد عطا الله

بكلمات تُصغي لها الآذان، وبعربة صغيرة مزينة بالخضراوات يجذب البائع طارق أبو سلطان عيون المارين في شارع "الترنس" شمال قطاع غزة، عبر بيعه صينية الأرز بسعر رمزي جدا وهو 3 شواكل.

بحرفية يُزين أبو سلطان صينية الرز ببعض الخضراوات وقليل من المكسرات، فيما يصطف العديد من المارة أمام تلك العربة لشراء الوجبة التي باتت مفضلة بالنسبة لهم.

بيع كثير مقابل ربح قليل هي القاعدة التي يسير عليها أبو سلطان خلال عمله في المشروع الذي بدأ ينتشر في محافظات قطاع غزة المختلفة، معقبا " المشروع هو رسالة للشعب احنا معهم ومع الناس البسطاء والفقراء".

وإلى جوار الخريج العشريني أبو سلطان يقف صاحب المشروع جهاد طه يراقب آلية العمل ويتابع عملية البيع ويستمع لآراء زبائنه، "فكرة المشروع كانت نابعة بالأساس من كيفية خلق فرص عمل للشباب الخريجين أولا ثم من إطعام الزبائن الذين أغلبهم من الباعة في الأسواق والمواطنين الفقراء" يقول طه لـ"الرسالة".

الثلاثيني طه الذي نجح في تشغيل عشرات الشبان الخريجين من خلال هذا المشروع وبدأت عرباته الصغيرة تغزو أسواق محافظات قطاع غزة المختلفة من شماله حتى جنوبه، كسب أيضا قلوب زبائنه الذين باتوا يقصدونه لشراء "التصبيرة" وجبة أرز متواضعة.

ومن مخيم جباليا إلى الشاطئ والشجاعية والنصيرات وصولا لرفح وخانيونس، نجح الشاب قمحي البشرة في مشروع بيع صينية الأرز التي تكفي لشخصين بدون لحوم وباتت عرباته مقصد كل البسطاء، إلى جانب خلقه لأكثر من 15 فرصة عمل للشباب.

"أغلب السائقين والمارة كانوا لا يجدون طعاما بسعر رمزي لسد رمقهم، وأصبحوا يقصدون تلك العربات لشراء الوجبة التي باتت مفضلة لهم، ويتضح ذلك من خلال بيع أكثر من 1500 صينية كمتوسط في مختلف مناطق غزة" يضيف طه.

ورغم الربح المتواضع فإن طه يسعى إلى المضي قدما وتوزيع العديد من العربات في مناطق وأسواق جديدة، إلا أن الرجل يبدي سعادته من هذا الإنجاز الذي أراد منه مساعدة المواطنين البسطاء.

وفي ظل الظروف الصعبة لجئ الكثير من المواطنين في قطاع غزة إلى إقامة مشاريع صغيرة، عبر عربات متنقلة على الطرقات في القطاع تتنوع ما بين بيع المشروبات والطعام وغيرها؛ للتغلب على ما بات يُعرف بـ"شبح البطالة".

وارتفعت نسب البطالة والفقر بقطاع غزة بشكل قياسي وغير مسبوق وصلت إلى ما بين 60و80% نتيجة دخول فئات جديدة لشريحة الفقراء كالموظفين وعمال المصانع والشركات التي أغلقت أبوابها، ناهيك عن وجود 175ألف خريج من الجامعات المحلية، وفق الاحصائيات الأخيرة لجمعية رجال الأعمال بغزة.

29597818_855900647945261_5844496125531521827_n

29570873_855900914611901_7423361873129080620_n

29542883_855900731278586_7899220172105356777_n

29512807_855900694611923_4512545230446605807_n

29512480_855900781278581_3452560318297441210_n

البث المباشر