"إغلاق المدينة" و"هدم المنازل" و"سحب الهويات والإبعاد"، هكذا يضغط جيش الاحتلال على الفلسطينيين في بلدة حزما شمال شرق مدينة القدس المحتلة للحيلولة دون مشاركتهم في الفعاليات الوطنية ومواجهة الجيش "الإسرائيلي" في مناطق التماس.
ورغم إجراءات الاحتلال يواصل أهالي بلدة "حزما" تصدر المشهد في مواجهة جيش الاحتلال على نقاط التماس اليومية، هازئين به وإجراءاته المشددة.
ومؤخرًا هدد جيش الاحتلال، سكان بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، بإعادة إغلاقها مجدداً، في حال استمروا بما وصفه بــ "أعمال شغب"، حيث أغلق الاحتلال بلدة حزما قرابة الشهرين بحجة إلقاء سكانها الحجارة على سيارات المستوطنين، وأعاد فتحها قبل أسابيع.
قبول الواقع
ويؤكد المختص في الشأن المقدسي جمال عمرو أن تهديدات الاحتلال بإغلاق بلدة حزما يرمي لثني سكانها عن مواجهة جيشه على نقاط التماس وإرغامهم على القبول بالواقع، موضحاً في حديث مع "الرسالة"، أن الاحتلال يمارس سياسات ممنهجة ضد الفلسطينيين في مدن القدس المحتلة؛ وذلك لإجبارهم على الرضوخ لأوامره والقبول بالأمر الواقع.
وأشار إلى أن إجراءات الاحتلال ضد الفلسطينيين في بلدة حزما تأتي ضمن مخططات الحكومة الإسرائيلية في محاولة لتهجيرهم، مؤكداً على أن الاحتلال يحاول عبر إجراءاته ضد الفلسطينيين في بلدة حزما أن يسلب من أهلها الأمن، من خلال اقتحاماته اليومية وتهديده بإغلاق البلدة.
ويعيش ثمانية آلاف نسمة في بلدة حزما التي صادر الاحتلال من آلاف الدونمات من أراضيها لصالح جدار الفصل العنصري، ناهيك عن مصادرة آلاف الدونمات الأخرى من أجل التوسع الاستيطاني.
ردع سكانها
ويتفق الصحفي المختص في شؤون القدس محمود أبو عطا مع سابقه، مبيناً أن قوات الاحتلال تلجأ إلى استخدام هذه الأساليب لردع الفلسطينيين من خلال اقتحام البلدة، وإغلاق مداخلها، وإلقاء القنابل الغازية، وكذلك عمليات الاعتقال المتكررة.
وأوضح أبو عطا في اتصال هاتفي مع "الرسالة"، أن بلدة حزما تشكل حالة مقاومة متواصلة، وهي من البلدات الفلسطينية القليلة التي تشهد مقاومة شعبية بشكل مستمر مع جيش الاحتلال ومستوطنيه.
وأشار إلى أن البلدة تتميز بوجود طريق يمر من خلاله عدد كبير من المستوطنين، الذين يستهدفهم الشبان بالحجارة والزجاجات الحارقة، إضافة إلى دحرجة الإطارات المشتعلة، وهي هجمات شبه دائمة.
يُشار إلى أن الاحتلال أقام أيضاً على أراضي البلدة، حاجزاً عسكرياً دائماً وهو "حاجز حزما" يتم من خلاله تفتيش المركبات التي تدخل وتخرج من البلدة.
بدورها، قالت رئيسة بلدية حزما سمر صلاح الدين في تصريح صحفي، عقب توزيع الاحتلال منشورات على سكان البلدة تهددهم بإغلاقها: "إن الاحتلال يشنّ هجمة واسعة بحق البلدة، من عمليات الاقتحام، ومداهمة المنازل، واعتقال الشبان من منازلهم أو ميدانياً"، لافتة إلى أن الجيش الإسرائيلي يتواجد 24 ساعة في البلدة.
وأوضحت أن آخر هذه الاعتداءات الإسرائيلية هو إغلاق أحد مداخل القرية الرئيسة الثلاثة لمدة خمسين يوماً، لافتة إلى أن إغلاقه تسبّب في اتخاذ المواطنين طرقاً أخرى التفافية من أجل الوصول إلى أعمالهم، مشيرة إلى أن ممارسات الاحتلال اليومية تسبّب عدم استقرار الحياة الاجتماعية لدى المواطنين الذين يقطنون البلدة.
وتشهد حزما اعتداءات مستمرة من المستوطنين كان آخرها خط شعارات عنصرية تهدد الفلسطينيين وتطالبهم بالرحيل من البلدة، وكذلك عطب إطارات مركباتهم.