قائمة الموقع

"مروح خاوة".. تحدى بها "قنبع" القاضي وحكم المؤبد

2018-04-18T07:32:38+03:00
احمد قنبع برفقة احمد جرار
الرسالة- ياسمين عنبر

لم تغب ابتساماته لحظة أن أخبره القاضي (الإسرائيلي) بحكم المؤبد الذي سيفني شبابه خلف غياهب السجون، حين علت ضحكاته في أروقة المحكمة وردد "مروح خاوة".

بتهمة مشاركة أحمد جرار بتنفيذ عملية مستوطنة حفات جلعاد، توجهت محكمة الاحتلال للشاب النابلسي "أحمد قنبع" (28 عامًا) مع إخباره بأن المؤبد سيكون عقابه.

الأسير قنبع كان هو من قاد السيارة التي انطلق بها الشهيد القسامي أحمد جرار في التاسع من يناير هذا العام، والتي أدت إلى مقتل حاخام صهيوني شرق نابلس.

أحداث مجزرة جنين وقت العملية أثرت بـ"قنبع" كثيرًا كما يقول والده، حيث هدم الاحتلال منزلًا في جنين واستشهد طفل وقتها، وكان ذلك في حارة الحواشين.

في مخيم جنين للاجئين بالرابع من أغسطس عام 1990 ولد "قنبع"، حيث تنحدر عائلته من بلدة زرعين المحتلة شمال جنين عام النكبة.

 وعلى مقاعد الدراسة في الجامعة الأمريكية بدأت علاقة "قنبع" بجرار، يحكي والده، ويكمل: "في بداية اعتقال ابني كنت أظن أنه استشهد لكنه كان يعيش ظروف تحقيق قاسية كما عرفنا لاحقًا".

توجسات كثيرة سكنت نفس العائلة أن نجلهم "قنبع" قد استشهد وتم إعدامه على أنقاض منازل عائلة جرار التي تم هدمها بعد ساعات من العملية، ليكتشفوا بعد ساعات أن الشهيد هو "أحمد إسماعيل جرار".

"كأن جبلًا ثقيلًا على صدري" يحكي والد "قنبع" مستعيدًا أول أيام سجن ابنه، حيث تعرض لأساليب تحقيق قاسية، كشبح الموزة الذي يعد من أصعب أشكال التحقيق العسكري.

حيث ينام الأسير على منضدة صغيرة، ويستدار جسده إلى الوراء مع الضغط على الصدر والرجلين، والشبح من اليدين والحرمان من النوم طيلة تلك الفترة، يتابع والده: "أحمد خرج من التحقيق بآلام كبيرة".

وكسياسة الاحتلال دائمًا مع أهالي منفذي العمليات، داهمت قوات بيت "قنبع" ثلاث مرات منذ اعتقاله، يقول والده: "سلمونا في إحدى المرات إخطارًا بهدم المنزل".

لكن العائلة قدمت استئنافًا لدى المحكمة العليا الصهيونية كون البيت ملكًا لعم الأسير "قنبع" وليس لوالده، لكن طلبهم قوبل بالرفض ما أصاب العائلة بصدمة كبيرة، ويكمل: "هدف الاحتلال من سياسة العقاب الجماعي لعائلات منفذي العمليات هو ضرب الحاضنة العائلية والشعبية للمقاومة"، مدركًا "قنبع" أن الاحتلال فشل في ثني المقاومين عن القيام بعملياته.

لائحة اتهام كبيرة ادعاها الاحتلال بحق الأسير "قنبع"، حيث تقول رواياته أنه في حين أخرج أحمد جرار السلاح من الشباك على بعد أربعة أمتار من السيارة ، وأطلق النار على رأس الحاخام عبر الزجاج الخلفي للسيارة، قلَّص "قنبع" المسافة بين سيارته وسيارة شيفاح إلى مترين، وأطلق أحمد زخَّة أخرى من الرصاص على المستوطن.

 وأن "قنبع" كان يحاول الهرب بالسيارة، ثم سلَّم مفاتيح السيارة لشريكه الشهيد أحمد كي يحرقها ويخفي الأدلة.

ففي حوالي الساعة السادسة والنصف مساء التاسع من يناير، انطلق "قنبع" برفقة أحمد نصر جرار بسيارة من نوع مازدا، ومعهما بنادق M-16 وأربعة مخازن ذخيرة.

وفي شارع  60 شرق مدينة نابلس، وجدا سيارة من نوع سوزوكي حمراء، التي كان يقلها سيارة الحاخام رازيئل شيفاح، فقررا أن يستهدفاه وبدآ بملاحقته بحسب رواية الاحتلال بعد عمليات التحقيق.

في سجن مجدو يقبع "قنبع" بانتظار زيارة عائلته له لأول مرة بعد أسبوع، مسطرًا ملحمة بطولية متمثلة بصموده ومواجهة المؤبد والقاضي بابتسامات لا تنتهي وعبارة رددها مرارًا قبل صعوده إلى البوسطة "راح أروح خاوة".

 

اخبار ذات صلة